الصالح ثانياً ، وأمّا الاتّكاء على مجرد الإيمان أو مجرد العلاقة النسبية بأهل بيت الوحي فهو في الواقع تفكير خاطئ ورؤية باطلة لا يصحّ الاعتماد عليها والركون إليها أبداً.
ولأمير المؤمنين وإمام البلاغة وسيد الفصاحة كلام رائع في هذا المجال ، حيث يقول عليهالسلام مؤكداً على العمل :
١. «ألا وإنّ اليوم عمل ولا حساب ، وغداً حسابٌ ولا عمل». (١)
٢. «ألا وإنّ اليوم المضمارُ وغداً السباق ، والسبقة الجنة ، والغاية النار ، أفلا تائب من خطيئته قبل منيّته ، ألا عامل لنفسه قبل يوم بؤسه». (٢)
ومع التسليم بهذا الأصل والمفهوم الإسلامي الثابت يبقى السؤال الذي أثرناه مطروحاً ، هل ينتفع الميت بعمل الحي أم لا؟
وفي مقام الإجابة عن التساؤل المطروح ، لا بدّ من الإشارة إلى مقدّمة ضرورية ، وهي :
انّ عمل الإنسان الحي بالنسبة إلى الميت تتصوّر على صنفين :
١. تارة يكون للميت دور في العمل الصادر من الحي.
٢. وتارة أُخرى لا يكون له أيّ دور في ذلك العمل إلّا كونه مؤمناً فقط.
ولا كلام في النوع الأوّل الذي يكون للإنسان المتوفّى دور في صدور العمل من الحي ، فلا ريب أنّه يستفيد منه وينتفع به ، ويكفي شاهداً على ذلك الحديث المروي عن الرسول الأكرم صلىاللهعليهوآلهوسلم والذي رواه الفريقان ، فعن أبي هريرة قال : قال
__________________
(١) نهج البلاغة : الخطبة ٤٢.
(٢) نهج البلاغة : الخطبة ٢٨.