أن يسلك طريق التوسّل المشروع لنيل ذلك ، فمن ابتغى رضا الله تبارك وتعالى عليه أن يتوسّل بالأعمال الصالحة التي يكتسب بها رضاه ، ومن طلب استجابة دعائه يتوسّل بشيء جُعل في الشريعة وسيلة لها ، ومن أراد زيارة بيت الله الحرام يتوسّل بما يوصله إليه ، وفي الحقيقة أنّ المسألة تشبه التوسّل بالأسباب والعلل لتحصيل المقاصد الدنيوية.
نعم هناك نكتة مهمة ينبغي الالتفات إليها وهي : انّ الوسيلة في الأُمور المعنوية ينبغي أن تحدّد من قبل الشارع نفسه ، لأنّ العقل البشري أقصر من أن يدرك أو يحدد وسائل التقرّب ونيل المغفرة التي يتوخّاها الإنسان.
كما أنّه لا يظن البعض أنّ هذه الآية المباركة هي كافية بوحدها لإثبات مشروعية التوسّل بالأنبياء والأولياء ، بل الآية تثبت أصلاً كلّياً يدعمه العقل السليم. وأمّا ما هي مصاديق تلك الوسائل والوسائط التي ينبغي اعتمادها للتقرب منه سبحانه ونيل رضاه والزلفى إليه وتأمين الحاجات المعنوية ، فالعقل قاصر عن تحديدها وبيانها ، ولا بدّ من الرجوع إلى الشارع نفسه ليعينه لنا ، كما شاهدنا ذلك في كلام أمير المؤمنين عليهالسلام حيث أشار إلى مجموعة من مصاديق ووسائل التقرب التي منها : الإيمان بالله والرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم والجهاد في سبيل الله ، والصلاة ، والزكاة.
بعد أن عرفنا ذلك ، حان الوقت لتسليط الضوء على أقسام التوسّلات المشروعة التي ندب إليها الشارع المقدس ، وحثّ عليها النبي الأكرم صلىاللهعليهوآلهوسلم وخلفاؤه عليهمالسلام ، ومن هذه الوسائل :