قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

الوهابية بين المباني الفكرية والنتائج العملية

الوهابية بين المباني الفكرية والنتائج العملية

الوهابية بين المباني الفكرية والنتائج العملية

تحمیل

الوهابية بين المباني الفكرية والنتائج العملية

283/512
*

فإنّ طرق باب الأسباب والسعي والمثابرة على تحصيلها لا يُنافي التوحيد والتوكل عليه سبحانه طرفة عين أبداً ، لأنّ الموحّد حينما يطرق باب الأسباب الطبيعية أو غيرها إنّما يطرقها وهو يعلم علم اليقين انّها أسباب وعلل تبعية ، كلّ ما يصدر منها إنّما هو تجليات ومظهر للإرادة الفاعلة المطلقة المتمثّلة به سبحانه.

وبالطبع لا فرق هنا بين الطلبات التي يبغيها المتوسل ، مادية كانت أم معنوية.

من هنا نجد القرآن الكريم يحثّ المؤمنين الموحّدين على طلب الوسيلة واعتماد طريق الأسباب والوسائط حيث يقول سبحانه :

(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ). (١)

وينبغي هنا أن نتعرف على المراد من «تحصيل الوسيلة» الوارد في الآية ، وما المقصود منه؟

لقد ذكر أصحاب المعاجم اللغوية ثلاثة استعمالات أو معان للوسيلة هما :

١. المقام والمنزلة :

قال في «مجمع البيان» : وقيل الوسيلة أفضل درجات الجنة ، وروي عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنّه قال :

«سلوا الله لي الوسيلة فإنّها درجة في الجنة ...». (٢)

٢. الوسيلة : القربة ، ووسل فلان إلى الله وسيلة إذا عمل عملاً تقرّب به

__________________

(١) المائدة : ٣٥.

(٢) مجمع البيان : ٣ / ٢٩٣.