٢. سفيان الثوري
هو سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري الكوفي ، فقد مدحوه ، ولكن الذهبي يقول : إنّه كان يدلِّس عن الضعفاء ، ولكن كان له نقد وذوق ، ولا عبرة بقول من قال يدلِّس ويكتب عن الكذّابين. (١)
وقال ابن حجر : قال ابن المبارك : حدّث سفيان بحديث فجئته وهو يدلِّس ، فلمّا رآني استحيا وقال : نرويه عليك؟ (٢)
وقال في ترجمة يحيى بن سعيد بن فروخ : قال أبو بكر وسمعت يحيى يقول : جهد الثوري أن يدلِّس عليَّ رجلاً ضعيفاً فما أمكنه. (٣)
والتدليس هو أن يروي عن رجل لم يلقه وبينهما واسطة فلا يذكر الواسطة.
وقال أيضاً في ترجمة سفيان : قال ابن المديني ، عن يحيى بن سعيد : لم يلق سفيان أبا بكر بن حفص ولا حيان بن إياس ، ولم يسمع من سعيد بن أبي البردة ، وقال البغوي : لم يسمع من يزيد الرقاشي ، وقال أحمد : لم يسمع من سلمة بن كهيل حديث المسائية (٤) يضع ماله حيث يشاء ، ولم يسمع من خالد بن سلمة بتاتاً ولا من ابن عون إلّا حديثاً واحداً. (٥)
وهذا تصريح من ابن حجر بكون الرجل مدلّساً ، ربّما يروي عن أُناس يوهم أنّه لقيهم ولم يلقهم ولم يسمع منهم.
__________________
(١) ميزان الاعتدال : ٢ / ١٦٩ برقم ٣٣٢٢.
(٢) تهذيب التهذيب : ٤ / ١٥ في ترجمة سفيان.
(٣) تهذيب التهذيب : ١١ / ٢١٨.
(٤) العبد المعتق.
(٥) تهذيب التهذيب : ٤ / ١١٥.