المعاصرة لهم والآتية فيما بعد الكم الهائل والمخزون الكبير من المعارف والعلوم التي تأخذ بيد الإنسان للرقي الروحي والمعنوي والتطوّر المادي والاجتماعي و ... ، وعلى رأس هؤلاء العلماء والمفكّرون الإسلاميون الذين ينتهجون منهج القرآن الكريم والسنّة المطهرة.
من هنا يُعدّ الحضور إلى جنب قبور هؤلاء العلماء وإقامة مراسم التكريم وإهداء الثواب إلى أرواحهم الطاهرة ، نوع تكريم ، وردّاً للجميل ، ووفاءً لحقّهم الكبير على الأُمّة ، كما يعتبر في نفس الوقت ترويجاً للعلم والمعرفة وتشجيعاً للآخرين لمواصلة طريق كسب العلم والمعرفة.
ولا ريب أنّ الأُمّة التي تبجّل علماءها وتحترم شخصياتها العلمية والفكرية وتكنّ لهم وافر الاحترام أحياءً وأمواتاً ، أُمّة حيّة تجري في عروقها دماء الحياة النابضة ، ولا يمكن لمثل هكذا أُمّة أن تصاب بالفقر العلمي والجدب المعرفي أبداً.
زيارة مراقد الشهداء وقبورهم
إنّ هنا طائفة أُخرى من الناس لهم منزلتهم الخاصة في المجتمع ، وذلك من خلال الدور الفاعل الذي قاموا فيه في إحياء الأُمّة وإعادة كرامتها المهدورة ، وهي طبقة الثائرين والمجاهدين الذين ضاقوا ذرعاً بما يعيشه المجتمع من الظلم وهضم الحقوق وسحق الكرامة.
والتمييز العنصري والقومي ، فثاروا أمام الظلم والطغيان ، وطالبوا بإعادة الحقوق المهدورة ، والكرامة المسحوقة إلى الأُمّة ، وبذلوا في هذا الطريق أثمن ما يملكون ، وجادوا بأغلى شيء لديهم ، ألا وهو نفوسهم الكريمة ، ودماؤهم