كافِرٌ بَعَدُوِّكُمْ
وَبِما كَفَرْتُمْ بِهِ (١)
____________________________________
(١) ـ الكفر : ضدّ الإيمان ، وقد كفر
بالشيء أي جحده وأنكره.
أي إنّي منكر وجاحد لأعدائكم ، فإنّ
أعدائهم أعداء الله ، والبراءة من أعداء الله لازمة.
قال السيّد شبّر في شرحه : (وفيه إشارة
إلى أنّ الإيمان بهم لا يتمّ إلاّ مع الكفر بعدوّهم والبراءة منه ، وإنّ حبّهم لا
يجتمع مع حبّ أعدائهم ، فإنّ المحبّ من يحبّ أولياء المحبوب ويبغض أعدائه.
وقد أشار الله تعالى إلى ذلك بقوله : (فَمَن
يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ
الْوُثْقَىٰ)
.
فالتبرّي من أعداء أهل البيت من الأركان
الاُخرى التي بها يتمّ الدين كما تلاحظه في الأحاديث المتظافرة مثل :
١ ـ حديث أبي الجارود ، عن الإمام
الباقر عليه السلام في قوله : (مَّا جَعَلَ اللَّهُ
لِرَجُلٍ مِّن قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ)
فيحبّ
بهذا ويبغض بهذا ، فأمّا محبّنا فيخلص الحبّ لنا كما يخلص الذهب بالنار لا كدر فيه.
من أراد أن يعلم حبّنا فليمتحن قلبه فإن
شاركه في حبّنا حبّ عدوّنا فليس منّا ولسنا منه ، والله عدوّهم وجبرئيل وميكائيل
والله عدوٌ للكافرين» .
٢ ـ حديث الأعمش ، عن الإمام الصادق
عليه السلام قال :
«حبّ أولياء الله واجب ، والولاية لهم
واجبة.
والبراءة من أعدائهم واجبة ومن الذين
ظلموا آل محمّد صلّى الله عليهم ، وهتكوا
__________________