وَاَمْرُهُ اِلَيْكُمْ (١)
____________________________________
(١) ـ يقال : الأمر إليك بمعنى أنّ الأمر مفوّض إليك كما بيّنه الشيخ الطبرسي في تفسير قوله تعالى : (وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ فَانظُرِي مَاذَا تَأْمُرِينَ) (١) ـ (٢).
وأهل البيت عليهم السلام قد فُوّض إليهم أمر الله تعالى في الإمامة والولاية وبيان العلوم وإظهار الأحكام ، وهم لا يأمرون إلاّ بما يأمر الله ، ولا ينهون إلاّ عمّا ينهى الله ، ولا يبيّنون إلاّ يريد الله ، لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون.
وقد جعلهم الله تعالى تراجمة وحيه وأوعية مشيئته وحفظة علمه ، فيكون نطقهم عن الله ، وكلامهم من الله ، وسكوتهم بأمر الله.
فلا عجب في أن يُفوّض إليهم دين الله ، ويُجعل إليهم أمر الله.
وقد عقد ثقة الإسلام الكليني أعلى الله مقامه في اُصول الكافي بابين في هذا المعنى (٣).
أحدهما : في التفويض إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وإلى الأئمّة عليهم السلام في أمر الدين.
ثانيهما : في معرفتهم أولياءَهم والتفويض إليهم.
وذكر قدس سره الأحاديث المتظافرة في ذلك ومنها :
١ ـ حديث موسى بن أشيم قام : كنت عند أبي عبد الله عليه السلام فسأله رجل عن آية من كتاب الله عزّ وجلّ فأخبره بها ، ثمّ دخل عليه داخلٌ فسأله عن تلك الآية فأخبره بخلاف ما أخبر به الأوّل ، فدخلني من ذلك ما شاء الله حتّى كأنّ قلبي يُشرّح بالسكاكين ، فقلت في نفسي : تركت أبا قتادة بالشام لا يخطء في الواو وشبهه وجئت إلى هذا ، يخطي هذا الخطأ كلّه ، فبينا أنا كذلك إذ دخل عليه آخر فسأله عن تلك الآية فأخبره بخلاف ما أخبرني وأخبر صاحبي ، فسكنت نفسي فعلمت أنّ
__________________
(١) سورة النمل : الآية ٣٣.
(٢) مجمع البيان : ج ٧ ص ٢٢٠.
(٣) الكافي : ج ١ ص ٢٦٥ ص ٤٣٨.