.........................................
____________________________________
فأهل البيت عليهم السلام اتّصفوا
بالنصيحة بالنحو الأكمل والنهج الأفضل.
ولم يكتفوا بنصيحة العباد بأنفسهم ، بل
أمروا المؤمنين بالنصح فيما بينهم ، وأوجبوا عليهم النصيحة لهم ، وجعلوها من أفضل
الأعمال.
ففي حديث سفيان بن عيينة قال : سمعت أبا
عبد الله عليه السلام يقول : «عليكم بالنصح لله في خلقه ، فلن تلقاه بعمل أفضل منه»
.
وقد ضمنوا الجنّة لمن نصح لله ولرسوله
ولكتابه ولدينه وللمسلمين ، على ما في حديث تميم الداري قال : قال رسول الله صلى
الله عليه وآله : «من يضمن لي خمساً أضمن له الجنّة.
قيل : وما هي يا رسول الله؟
قال : النصيحة لله عزّ وجلّ ، والنصيحة
لرسوله ، والنصيحة لكتاب الله ، والنصيحة لدين الله ، والنصيحة لجماعة المسلمين» .
وقد فسّر العلاّمة المجلسي أعلى الله
مقامه هذه النصائح بقوله :
(المراد بنصيحة المؤمن : إرشاده إلى
مصالح دينه ودنياه ، وتعليمه إذا كان جاهلاً ، وتنبيهه إذا كان غافلاً ، والذبّ
عنه عن أعراضه إذا كان ضعيفاً ، وتوقيره في صغره وكبره ، وترك حسده وغشّه ، ودفع
الضرر عنه ، وجلب النفع إليه ، ولو لم يقبل النصيحة سلك به طريق الرفق حتّى يقبلها
، ولو كانت متعلّقة بأمر الدين سلك به طريق الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على
الوجه المشروع ...
ومعنى نصيحة الله : صحّة الإعتقاد في
وحدانيّته ، وإخلاص النيّة في عبادته.
والنصيحة لكتاب الله هو : التصديق
والعمل بما فيه.
__________________