................................ ____________________________________
النوري الملكوتي ، الذي لا ينام ولا يغفل ولا يسهو ولا يزهو (١) كما تقدّم.
مضافاً إلى التصريح بصيانتهم وعصمتهم عن الزلل في حديث الإمام الباقر عليه السلام قال : «لمّا قبض رسول الله صلى الله عليه وآله بات آل محمّد صلى الله عليه وآله بأطول ليلة ، حتّى ظنّوا أنّ لا سماء تظلّهم ، ولا أرض تقلّهم ، لأنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وتر الأقربين والأبعدين في الله.
فبينا هم كذلك إذ أتاهم آتٍ لا يرونه ويسمعون كلامه فقال :
«السلام عليكم أهل البيت ورحمة الله وبركاته ، إنّ في الله عزاء من كلّ مصيبة ، ونجاة من كلّ هلكة ، ودركاً لما فات.
(كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ) (٢).
إنّ الله اختاركم وفضّلكم وطهّركم وجعلكم أهل بيت نبيّه ، واستودعكم علمه ، وأورثكم كتابه ، وجعلكم تابوت علمه ، وعصا عزّه ، وضرب لكم مثلاً من نوره ، وعصمكم من الزلل ، وآمنكم من الفتن.
فتعزّوا بعزاء الله ، فإنّ الله لم ينزع منكم رحمته ، ولن يزيل عنكم نعمته ، فأنتم أهل الله عزّ وجلّ الذين بهم تمّت النعمة ، واجتمعت الفُرقة ، وائتلفت الكلمة ، وأنتم أولياؤه ، فمن تولاّكم فاز ، ومن ظلم حقّكم زهق ، مودّتكم من الله واجبة في كتابه على عباده المؤمنين ، ثمّ الله على نصركم إذا يشاء قدير ، فاصبروا لعواقب الاُمور فإنّها إلى الله تصير.
قد قبلكم الله من نبيّه وديعة ، واستودعكم أولياءه المؤمنين في الأرض ، فمن أدّى أمانته أتاه الله صدقه ، فأنتم الأمانة المستودعة ، ولكم المودّة الواجبة ، والطاعة المفروضة.
__________________
(١) الكافي : ج ١ ص ٢٨٢ ح ٢ و ٣ ، وص ٢٧٣ الأحاديث.
(٢) سورة آل عمران : الآية ١٨٥.