.........................................
____________________________________
يوم القيامة ، فساق
الله ذلك إليّ على لسان نبيّه صلى الله عليه وآله» .
ولا يخفى أنّ علمهم بالغيب لا ينافي
قوله تعالى : (لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ
وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ)
.
وذلك لأنّ علمهم بالغيب ليس ذاتياً كعلم
الله بالغيب ، بل هو بإذن الله وإعلامه وتعليمه ، ورضاه ومشيئته كما عرفت ذلك من
بعض الأحاديث المتقدّمة ، وبالوراثة من رسول الله صلى الله عليه وآله ، والإستفادة
من كتاب الله كما في مثل :
أـ حديث سيف التمّار الذي ورد فيه : «وقد
ورثناه من رسول الله صلى الله عليه وآله وراثة» .
ب ـ حديث الخثعمي الذي ورد فيه : «علمت
ذلك من كتاب الله عزّ وجلّ» .
ج ـ حديث ابن هذّاب الذي ورد فيه : «نحن
ورثة ذلك الرسول الذي أطلعه الله على ما شاء من غيبه ، فعلمنا ما كان وما يكون إلى
يوم القيامة» .
فيكون علمهم بالغيب باعلام الله ، ومن
كتاب الله ، وعن رسول الله ، ومن المعلوم أنّ هذا لا ينافي كون الغيب لا يعلمه
إلاّ الله.
ثمّ لا يقال : إنّهم بعد علمهم بالغيب
كيف يصحّ لهم الإقدام على أسباب الشهادة التي يعلمونها؟
لأنّه يجاب : بعدم المحذور في ذلك لأجل
ما يلي :
أوّلاً
: من أجل أنّهم يخيّرهم الله تعالى في
الشهادة ، ويأذن لهم في نيل الكرامة والسعادة ، ويرضى لهم الوصول إلى الدرجات
العالية بالتضحية كما يستفاد من
__________________