.........................................
____________________________________
فأقول : يا ربّ منّي ومن اُمّتي فيقال : هل شعرت بما عملوا بعدك والله ما برحوا بعدك يرجعون على أعقابهم.
أيّها الناس اُوصيكم في عترتي وأهل بيتي خيراً ، فإنّهم مع الحقّ والحقّ معهم.
وهم الأئمّة الراشدون بعدي والاُمناء المعصومون.
فقال إليه عبد الله بن العبّاس فقال : يا رسول الله كم الأئمّة بعدك؟
قال : عدد نقباء بني اسرائيل وحواري عيسى ، تسعة من صلب الحسين ، ومنهم مهدي هذه الاُمّة» (١).
فالخلافة الهادية المهديّة الراشدة ، التي ترشد إلى الحقّ ، وتهدي إلى الصواب ، وتستقيم في طريق الحقيقة هي خلافة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وأولاده المعصومين عليهم السلام الذين عرفت أدلّة إمامتهم الراشدة ، وعصمتهم الرشيدة.
فهم خلفاء الرسول الأمين ، والأئمّة القدوة إلى يوم الدين ، دون من سواهم ممّن لم يكن عليهم أدنى تنصيص ، ولم يكن لهم أقلّ لياقة كما تلاحظ حالهم في مثل مجلّدات الفتن والمحن من البحار ، وفيالسبعة من السلف ، وفي حياة الخليفة وغيرها.
والقرآن الكريم مصرّح بأنّ عهد الإمامة لا ينال الظالم ، وهو من تلبّس في حياته بالظلم شركاً أو معصية ومن تعدّى حدود الله تعالى ، فكيف تنال غير أهل البيت ممّن لا عصمة لهم؟!
فقد قال عزّ إسمه : (وَإِذِ ابْتَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) (٢).
__________________
(١) غاية المرام : ص ٢٠٥ ح ٤٨.
(٢) سورة البقرة : الآية ١٢٤.