وَالتّامّينَ فى
مَحَبَّةِ اللهِ (١)
____________________________________
(١) ـ يقال : أتممتُ الشيء اي أكملته ـ
فمعنى التامّين ـ أي الكاملين.
وتمّ في محبّة الله تعالى : أي بلغ أعلى
مراتب محبّته.
في المحيط : المحبّة مأخوذة من الحبّ
ضدّ البغض .
وفي المفردات : الحبّ بالضمّ معناه
الوداد .
والمحبّة هي تلك الصفة النفسانية
والعُلقة الوجدانية المعروفة ، المعبّر عنها بميل النفس ، نقيض كُرة النفس.
ومحبّة العبد لله تعالى حالة يجدها
العبد في قلبه ، يحصل منها التعظيم لله ، وإيثار رضاه ، والاستئناس بذكره .
ويأتي مزيد بيان المحبّة في آخر هذه
الفقرة إن شاء الله.
وأهل البيت سلام الله عليهم حازوا أعلى
المراتب في حبّ الله عزّ شأنه ، لأنّهم عرفوا الله بأعلى درجات المعرفة ، وكلّما
كانت المعرفة أرقى كانت المحبّة أقوى ، وكلّما كانت المحبّة أقوى كانت الطاعة أسنى
، فإذا ازداد المخلوق حبّاً لله ازداد توجّهه إلى الله حتّى يبلغ درجة الإنقطاع
إليه.
لذلك كان أهل البيت النبوي عليهم السلام
أطوع لله تعالى من جميع الخلق ، حتّى انقطعوا إلى الله ، واشتغلوا عن غير الله.
وقد بلغ المعصومون عليهم السلام في
محبّة الله تعالى هذه الدرجة القصوى ، فترى أنّه جاء في دعاء الصحيفة السجّادية
المباركة قول الإمام زين العابدين عليه السلام : «اللهمّ إنّي أخلصت بانقطاعي إليك
، وأقبلتُ بكُلّي عليك» .
__________________