.........................................
____________________________________
الخاصّ (١).
وجاء في الحديث تفسير جامع لطيف للتقوى ، فقد سئل الإمام الصادق عليه السلام عن تفسير التقوى؟
فقال : «أن لا يفقدك حيث أمرك ، ولا يراك حيث نهاك» (٢).
وهذا معنى يجمع المعاني العالية للتقوى ، رزقنا الله الإتّصاف بها.
وأمّا حقيقته فأبلغ كلام وأتمّ بيان في حقيقة التقوى وصفات المتّقين هي غوالي لئالي سيّدهم ومولاهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام في خطبته الجليلة التي صعق لها همّام ، فلاحظها في نهج البلاغة (٣) ، وجاءت في اُصول الكافي باسناد ثقة الإسلام الكليني عن عبد الله بن يونس ، عن أبي عبد الله عليه السلام (٤).
وتوصيف أهل البيت عليهم السلام في هذه الزيارة الشريفة بأنّهم أعلام التُّقى بمعنى أنّهم الهادون إلى التّقى كالمنار المنير.
فهم أتقى المتّقين وسادة أهل التقوى واليقين ، فلا تُعرف التقوى إلاّ منهم ، ولا تؤخذ إلاّ عنهم.
وما أكثر وصيّتهم بها ، وحثّهم عليها ، وسَوقهم الناس إليها ، فكانوا أعلام التّقى بحقٍّ وحقيقة باعتراف الأحبّاء والأعداء.
وهم العلامات التي جعلها الله تعالى للعالمين ، وهدى بها المخلوقين كما يستفاد من حديث داود الجصّاص (٥).
__________________
(١) بحار الأنوار : ج ٧٠ ص ١٣٦.
(٢) سفينة البحار : ج ٨ ص ٥٥٨.
(٣) نهج البلاغة : ج ٢ ص ١٨٥ الخطبة ١٨٨ من الطبعة المصرية.
(٤) الكافي : ج ٢ ص ٢٢٦ مع اختلاف يسير.
(٥) الكافي : ج ١ ص ٢٠٦ ح ١ ـ ٣.