ابن إبراهيم الحصري يقول : كل من كان له غالب كانت غفلاته موقعة إلى ذلك الغالب ، وكان غالبي في بدايتي قراءة القرآن ، فكنت أجهد أن لا أقرأ ، وكنت إذا غفلت قرأت فأقرأ ثلاثين آية ، أربعين آية ، فإذا ذكرت سكت ، وإذا غفلت قرأت ، فكانت هذه حالي. قال : وسمعته يقول : كنت في بدايتي نحوا من خمسة عشر سنة أجلس بالليل على رجلي معلق ، فإذا حملني النوم سقطت فأقول : الله ، فيقول الجيران : الله قتلك الله أبادك ، الله أراحنا منك ، حتى أصابني علة في رجلي فعجزت عن ذلك.
وحدثنا أبو سعد ، أخبرنا أحمد بن موسى بن عمار قال : سمعت الحصري يقول : إن لم تعلموا هذا الطريق علمنا كم كما علمونا ، قيل لنا إن مر بك في الأسبوع خاطر كفرت.
سمعت أبا عليّ عبد الرّحمن بن محمّد بن أحمد بن فضالة النّيسابوريّ ـ بالري ـ يقول : سمعت بقية بن عليّ الآمدي يقول : سمعت أبا الحسن الحصري يقول : لا يغرنكم صفاء الأوقات فإن تحتها آفات ، ولا يغرنكم العطاء فإن العطاء عند أهل الصفاء مقت.
حدثني أبو طالب يحيى بن عليّ العجلي قال : قال أبو العبّاس النسوي : كان عليّ ابن إبراهيم أبو الحسن الحصري شيخ بغداد في وقته ، منفردا بلسان التوحيد لا يدانيه أحد ، وكان أوحد زمانه في أحواله حسن المشاهدة ، شاهده يدل على صدق حاله وسلامة صدره ، وكان لا يخرج إلا من جمعة إلى جمعة.
مات ببغداد سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة ، وكان قد نيف على ثمانين سنة.
سكن بغداد وحدث بها عن أبي يعلى أحمد بن عليّ بن المثنّى ، وعبد الله بن أبي سفيان ، وأحمد بن الحسين الحدادي المواصلة. حدّثنا عنه عبد العزيز الأزجي ، والعتيقي.
حدثني الأزجي ، حدّثنا أبو الحسن عليّ بن إبراهيم بن موسى السكوني الموصلي ـ ببغداد وكان ثقة ـ حدّثنا أبو يعلى الموصلي ، حدّثنا هدبة بن خالد ، حدّثنا مبارك بن