٢٠ ـ في تفسير على بن إبراهيم (بَراءَةٌ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ)
قال : حدثني ابى عن محمد بن الفضيل عن ابى الصباح الكناني عن ابى عبد الله عليهالسلام قال : نزلت هذه الآية بعد ما رجع رسول الله صلىاللهعليهوآله من غزوة تبوك في سنة تسع من الهجرة ، قال : وكان رسول الله لما فتح مكة لم يمنع المشركين الحج في تلك السنة وكان سنة من العرب في الحج انه من دخل مكة وطاف بالبيت في ثيابه لم يحل له إمساكها ، وكانوا يتصدقون بها ولا يلبسونها بعد الطواف. فكان من وافي مكة يستعير ثوبا ويطوف فيه ثم يرده ، ومن لم يجد عارية اكترى ثيابا ، ومن لم يجد عارية ولا كرى ولم يكن له الا ثوب واحد طاف بالبيت عريانا فجاءت امرأة من العرب وسيمة جميلة وطلبت عارية وكرى فلم تجده ، فقالوا لها : ان طفت في ثيابك احتجت ان تتصدقي بها ، فقالت : وكيف أتصدق وليس لي غيرها؟ فطافت بالبيت عريانة ، وأشرف لها الناس فوضعت احدى يديها على قبلها والاخرى على دبرها وقالت :
اليوم يبدو بعضه أو كله |
|
فما بدا منه فلا أحله |
فلما فرغت من الطواف خطبها جماعة فقالت : ان لي زوجا.
وكانت سيرة رسول الله صلىاللهعليهوآله قبل نزول سورة برائة ان لا يقاتل الا من قاتله ولا يحارب الا من حاربه وأراده وقد كان نزل عليه في ذلك من الله عزوجل : (فَإِنِ اعْتَزَلُوكُمْ فَلَمْ يُقاتِلُوكُمْ وَأَلْقَوْا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ فَما جَعَلَ اللهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلاً) وكان رسول الله صلىاللهعليهوآله لا يقاتل أحدا قد تنحى عنه واعتزله حتى نزلت عليه سورة برائة وامره بقتل المشركين من اعتزله ومن لم يعتزله ، الا الذين قد كان عاهدهم رسول الله صلىاللهعليهوآله يوم فتح مكة الى مدة ، منهم صفوان بن امية وسهيل بن عمرو ، فقال الله عزوجل : (بَراءَةٌ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ) ثم يقتلون حيث ما وجدوا ، فهذه أشهر السياحة عشرين من ذي الحجة الحرام والمحرم وصفر وربيع الاول وعشرين من ربيع الآخر ، فلما نزلت الآيات من أول برائة دفعها رسول الله صلىاللهعليهوآله الى أبى بكر وأمره أن يخرج الى مكة ويقرأها على الناس بمنى