٨٧ ـ في تفسير العياشي يوسف بن السخت قال : اشتكى المتوكل شكاة شديدة فنذر الله ان شفاه الله يتصدق بمال كثير ، فعوفي من علته فسأل أصحابه عن ذلك فأعلموه ان أباه تصدق بثمانية ألف ألف درهم وان أراه تصدق بخمسة ألف ألف درهم ، فاستكثر ذلك فقال يحيى بن ابى منصور المنجم : لو كتبت الى ابن عمك يعنى أبا الحسن عليهالسلام؟ فامر أن يكتب له فيسأله ، فكتب ابو الحسن : تصدق بثمانين درهما فقالوا : هذا غلط سلوه من أين قال هذا؟ فكتب : قال الله لرسوله : (لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللهُ فِي مَواطِنَ كَثِيرَةٍ) والمواطن التي نصر الله رسوله عليه وآله السلام ثمانون موطنا ، فثمانون درهما من حله مال كثير.
٨٨ ـ في كتاب معاني الاخبار حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل قال : حدثنا على بن الحسين السعد آبادى عن احمد بن ابى عبد الله البرقي عن أبيه عن محمد ابن ابى عمير عن بعض أصحابنا عن ابى عبد الله عليهالسلام انه قال في رجل نذر أن يتصدق بمال كثير فقال : الكثير ثمانون فما زاد ، لقول الله تبارك وتعالى : (لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللهُ فِي مَواطِنَ كَثِيرَةٍ) وكانت ثمانين موطنا.
٨٩ ـ في تفسير على بن إبراهيم حدثني محمد بن عمير (عمر وخ ل) قال : كان المتوكل اعتل علة شديدة ، فنذر ان عافاه الله ان يتصدق بدنانير كثيرة أو قال : بدراهم كثيرة ، فعوفي فجمع العلماء فسألهم عن ذلك فاختلفوا عليه ، قال أحدهم : عشرة آلاف ، وقال بعضهم مأة فلما اختلفوا قال له عبادة : ابعث الى ابن عمك محمد بن على الرضا عليهالسلام ، فاسئله فبعث اليه فسأله فقال : الكثير ثمانون ، فقالوا : رد اليه الرسول فقل : من أين قلت ذلك؟ فقال : من قول الله تبارك وتعالى : (لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللهُ فِي مَواطِنَ كَثِيرَةٍ)
__________________
فيه تنبيه على ان الجود الإلهي لا بخل فيه ولا منع من جهته وانما هو عام الفيض على كل قابل استعد لرحمته وأشار برؤية الله صدقهم الى علمه باستحقاقهم واستعدادهم بالصبر الذي أعدهم به ، وبانزال النصر عليهم والكبت لعدوهم الى إفاضته على كل منهم ما استعد له «انتهى» رزقنا الله وجميع المؤمنين الثبات في الدين والاستقامة في ترويج شريعة سيد المرسلين وطريقة الائمة المعصومين وجعلنا من المستعدين لانزال مواهبه آمين يا رب العالمين.