كُفْراً) فلأنه كان سبب نزولها انه جاء قوم من المنافقين الى رسول الله صلىاللهعليهوآله فقالوا : يا رسول الله أتأذن لنا فبنى مسجدا في بنى سالم للعليل والليلة المطيرة (١) والشيخ الفاني فأذن لهم رسول الله صلىاللهعليهوآله وهو على الخروج الى تبوك ، فقالوا : يا رسول الله لو أتيتنا فصليت فيه؟ فقال : انا على جناح الطير فاذا وافيت إنشاء الله أتيته فصليت فيه ، فلما اقبل رسول الله صلىاللهعليهوآله من تبوك نزلت هذه الاية في شأن المسجد وابى عامر الراهب وقد كانوا حلفوا لرسول الله صلىاللهعليهوآله انهم يبنون ذلك للصلاح والحسنى ، فانزل الله عزوجل على رسوله : (وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِداً ضِراراً وَكُفْراً وَتَفْرِيقاً بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصاداً لِمَنْ حارَبَ اللهَ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ) يعنى أبا عامر الراهب كان يأتيهم فيذكر رسول الله صلىاللهعليهوآله ، (وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنا إِلَّا الْحُسْنى وَاللهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ* لا تَقُمْ فِيهِ أَبَداً لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ) يعنى مسجد قبا أحب (أَنْ تَقُومَ فِيهِ ، فِيهِ رِجالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ) قال كانوا يتطهرون بالماء.
٣٤٥ ـ في الكافي على بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبى عمير عن حماد بن عيسى عن الحلبي عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : سألته عن المسجد الذي (أُسِّسَ عَلَى التَّقْوى)؟
قال : مسجد قبا.
٣٤٦ ـ في تفسير العياشي عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهماالسلام عن قوله : (لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ) قال : مسجد قبا ، واما قوله : (أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ) قال : يعنى من مسجد النفاق فسألته : هل كان النبي صلىاللهعليهوآله يصلى في مسجد قبا؟ قال : منزله على سعد بن خيثمة الأنصاري ، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
٣٤٧ ـ في مجمع البيان (لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوى) الآية وروى عن النبي صلىاللهعليهوآله انه قال : هو مسجدي هذا ، (فِيهِ رِجالٌ ، يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا) قيل (يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا) بالماء من الغايط والبول وهو المروي عن السيدين الباقر والصادق عليهماالسلام.
__________________
(١) اى التي فيها مطر.