طار الحلي والحلل عن أجسادهما وبقيا عريانين (وَطَفِقا يَخْصِفانِ عَلَيْهِما مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَناداهُما رَبُّهُما أَلَمْ أَنْهَكُما عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُما إِنَّ الشَّيْطانَ لَكُما عَدُوٌّ مُبِينٌ* قالا رَبَّنا ظَلَمْنا أَنْفُسَنا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنا وَتَرْحَمْنا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخاسِرِينَ) قال اهبطا من جواري فلا يجاورني في جنتي من يعصيني فهبطا موكولين الى أنفسهما في طلب المعاش.
٣٦ ـ في تفسير على بن إبراهيم حدثني أبي رفعه قال : سئل الصادق عليهالسلام عن جنة آدم أمن جنان الدنيا كانت أم من جنان الاخرة؟ فقال : كانت من جنان الدنيا تطلع فيها الشمس والقمر ، ولو كانت من جنان الاخرة ما خرج منها أبدا ، قال : فلما أسكنه الله الجنة أتى جهالة الى الشجرة لأنه خلق خلقة لا تبقى الا بالأمر والنهى والغذاء واللباس والأكنان (١) والتناكح ولا يدرك ما ينفعه مما يضره الا بالتوفيق فجاء إبليس فقال له : انكما ان أكلتما من هذه الشجرة التي نهيكما الله عنها صرتما ملكين وبقيتما في الجنة أبدا وان لم تأكلا منها أخرجكما الله من الجنة وحلف لهما انه لهما ناصح كما قال الله تعالى حكاية عنه : (ما نَهاكُما رَبُّكُما عَنْ هذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونا مِنَ الْخالِدِينَ وَقاسَمَهُما إِنِّي لَكُما لَمِنَ النَّاصِحِينَ) فقبل آدم عليهالسلام قوله ، فأكلا من الشجرة وكان كما حكى الله (بَدَتْ لَهُما سَوْآتُهُما) وسقط عنهما ما ألبسهما الله من لباس الجنة ، وأقبلا يستتران بورق الجنة (وَناداهُما رَبُّهُما أَلَمْ أَنْهَكُما عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُما إِنَّ الشَّيْطانَ لَكُما عَدُوٌّ مُبِينٌ) فقالا كما حكى الله عزوجل عنهما : (رَبَّنا ظَلَمْنا أَنْفُسَنا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنا وَتَرْحَمْنا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخاسِرِينَ) فقال الله لهما (اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتاعٌ إِلى حِينٍ) قال : الى يوم القيمة.
٣٧ ـ وروى عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : لما اخرج الله آدم من الجنة نزل عليه جبرئيل عليهالسلام فقال : يا آدم أليس الله خلقك بيده ونفخ فيك من روحه وأسجد لك ملائكته وزوجك أمته حواء وأسكنك الجنة وأباحها لك ونهاك مشافهة أن
__________________
(١) الأكنان جمع الكن : البيت.