فدخلوا وجلسوا وتشاوروا وهو جالس ، واجمعوا أمرهم على أن يخرجوه ، فقال : ليس هذا لكم برأى ان أخرجتموه جلب عليكم الناس (١) فقاتلوكم ، قالوا : صدقت ما هذا برأى ، ثم تشاوروا فأجمعوا أمرهم على أن يوثقوه ، قال : ليس هذا بالرأى ان فعلتم هذا ومحمد رجل حلو اللسان أفسد عليكم أبنائكم وخدمكم وما ينفع أحدكم إذا فارقه أخوه وابنه وامرأته ، ثم تشاوروا فأجمعوا أمرهم على ان يقتلوه يخرجون من كل بطن منهم بشاهر فيضربوه بأسيافهم جميعا عند الكعبة ثم قرأ هذه الآية (وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ) الى آخر الآية.
٧٦ ـ عن زرارة وحمران عن ابى جعفر وأبي عبد الله عليهماالسلام قوله : (وَاللهُ خَيْرُ الْماكِرِينَ) قال : ان رسول الله صلىاللهعليهوآله قد كان لقى من قومه بلاء شديدا حتى أتوه ذات يوم وهو ساجد حتى طرحوا عليه رحم شاة فأتته ابنته وهو ساجد لم يرفع رأسه ، فرفعت عنه ومسحته ثم أراه الله بعد ذلك الذي يحب انه كان ببدر وليس معه غير فارس واحد ، ثم كان معه يوم الفتح اثنا عشر ألفا ، ثم جعل ابو سفيان والمشركون يستعينون ، ثم لقى أمير المؤمنين عليهالسلام من الشدة والبلاء والتظاهر عليه ولم يكن معه أحد من قومه بمنزلته ، اما حمزة عليهالسلام فقتل يوم أحد واما جعفر عليهالسلام فقتل يوم موتة.
٧٧ ـ في تفسير على بن إبراهيم قوله : (وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللهُ وَاللهُ خَيْرُ الْماكِرِينَ) فانها نزلت بمكة قبل الهجرة وكان سبب نزولها انه لما أظهر رسول الله صلىاللهعليهوآله الدعوة بمكة قدمت عليه الأوس والخزرج فقال لهم رسول الله صلىاللهعليهوآله : تمنعوني وتكونون لي جارا حتى اتلو عليكم كتاب ربي وثوابكم على الله الجنة؟ فقالوا : نعم خذ لربك ولنفسك ما شئت ، فقال لهم : موعدكم العقبة في الليلة الوسطى من ليالي التشريق ، فحجوا ورجعوا الى منى وكان فيهم ممن قد حج بشر كثير. فلما كان يوم الثاني من أيام التشريق قال لهم رسول الله صلىاللهعليهوآله : إذا كان الليل فاحضروا دار عبد المطلب على العقبة ولا تنبهوا نائما ولينسل واحد فواحد ، فجاء
__________________
(١) اى اجمعهم عليكم.