قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

مرشد الزوّار إلى قبور الأبرار [ ج ١ ]

مرشد الزوّار إلى قبور الأبرار

مرشد الزوّار إلى قبور الأبرار [ ج ١ ]

تحمیل

مرشد الزوّار إلى قبور الأبرار [ ج ١ ]

613/783
*

وحكى عنه أنه دفع إلى رجل ثلاثين دينارا ليعمل له فيها ، فأقامت معه مدّة ، ثم ادّعى أنها ضاعت منه وتلفت ، فقال له الشيخ : اتّق الله يا أخى ، ووعظه فلم يتعظ ، فقال الشيخ لمن حضر : أقسم بالله لئن بقى هذا على هذه النّيّة لم يخرج من الدّنيا حتى يبتلى بالفقر والطلب ، وكان الرجل ذا جدّة (١) وحالة حسنة ، فما مرّت عليه أيّام قلائل حتى نفد جميع ما كان معه وافتقر وصار شحّاذا يسأل النّاس ويدقّ أبوابهم ويقول : تصدّقوا على من غرّه الطّمع.

وحكى عنه أيضا أنّ أمير مصر أقامه على تفرقة الزكوات ، فكان يفرقها فى كل شهر مرة ، فاتفق فى بعض الأيام أنه جلس يفرق الزكاة ثم تذكر أنه خلط ماله بمال الصّدقة ، فتصدق بالجميع ، [فسئل : لم](٢) فعلت ذلك؟

قال : لأنّ مال الزّكاة محرّم (٣) علينا ، وليس لى حاجة بمال خالط مال الزكاة.

فقيل له : لو انتفعت ببعضه (٤) كان أولى. فقال : لا أنتفع بمال خالطته الزكاة.

وكان الشيخ بليدا فى بداية أمره ، فرأى قائلا يقول له : إنّ الحاكم قد سمع قولك ، فأصبح (٥) ينطق بالحكمة ، ثم وضع المصنفات العجيبة.

وقيل : إنه شهد عند قاضى القضاة الذي كان بزمانه فلم يقبل شهادته ، فلمّا كان فى تلك الليلة نام القاضى ، فرأى فى منامه رجلا دخل عليه من غير إذن ، فقال له : من أنت؟ قال : أنا إنسان من خلق الله تعالى. قال : كيف دخلت إلى دارى بغير إذنى؟ قال : أذن لى ربّ الدّار. قال : ما تريد؟ قال :

__________________

(١) ذا جدّة : صاحب حظّ وغنى.

(٢) ما بين المعقوفتين من عندنا لاستقامة المعنى ، وسقط من «م» سهوا من الناسخ.

(٣) فى «م» : «محرمة».

(٤) فى «م» : «ببعضها».

(٥) أى : الشيخ.