الوظيفة الثانية : أن يعمد إلى الزيارة فى يوم الجمعة ، فإنه روى عن محمد ابن واسع أنه كان يزور يوم الجمعة ، فقيل له : لو أخرت إلى الاثنين ، فقال : بلغنى أن الموتى يعلمون بزوّارهم يوم الجمعة وما قبله وما بعده .. ويحكى عن الضّحّاك ذلك.
وقد (١) استحبّ أكثر الناس زيارة قبور الصالحين يوم الأربعاء ، لأن فيه تخلو الجبانة .. وقد صحّ عن رسول الله ، صلّى الله عليه وسلم : «أن الله خلق النور يوم الأربعاء» ، فزيارة القبور نور ، والدعاء نور ، فهذا نور على نور يغشى القبور من الزائرين ..
وروى جابر بن عبد الله رضى الله عنه ، قال : «دعا رسول الله ، صلّى الله عليه وسلم بين الصّلاتين ـ الظهر والعصر ـ يوم الأربعاء ، فعرفنا السرور فى وجهه .. قال جابر : فما نزل بى أمر قط إلّا ترجّيت تلك الساعة من ذلك اليوم ، فدعوت فعرفت الإجابة».
وروى عن رجل من آل عاصم الجحدرىّ ، قال : رأيت عاصما فى منامى بعد موته بسنتين ، فقلت : أليس قد متّ؟ قال : بلى. قلت : فأين أنت؟ قال : أنا والله فى روضة من رياض الجنة ، أنا ونفر من أصحابى ، نجتمع كل ليلة جمعة وصبحتها إلى بكر بن عبد الله المزنى (٢) فنتلاقى أخباركم ، قلت : أجسامكم أم أرواحكم؟ فقال : هيهات ، بليت الأجسام ، وإنما نتلاقى بالأرواح .. فقلت : هل تعلمون بزيارتنا؟ قال : نعم ، عشية الجمعة ويومها ، وليلة السبت (٣) إلى طلوع الشمس .. قلت : كيف ذاك دون الأيام؟ قال : لفضل يوم الجمعة وعظمه.
__________________
(١) هنا كلمة غير مقروءة ، وضعنا مكانها «وقد» لمناسبة المعنى والسياق.
(*) فى (م) أبى بكر بن عبد العزيز ، وهو خطأ والتصويب من طبقات المناوى ج ص ٩٠.
(٢) إلى هنا ينتهى الساقط من «ص».