روى أبو بصرة قال : «صلّى بنا رسول الله صلّى الله عليه وسلم صلاة العصر ، فلما انصرف قال : إنّ هذه الصلاة عرضت على من كان قبلكم فتراخوا (١) فيها وتركوها ، فمن صلّاها منكم ضعّف له أجره ضعفين .. ولا صلاة بعدها حتى يرى الشاهد .. وهو النجم» (٢).
سكن أبو بصرة الحجاز ، ثم تحول إلى مصر ، فمات بها ودفن بالمقطم.
قال ، رضى الله عنه : «أتيت (٣) رسول الله صلّى الله عليه وسلم لمّا (٤) هاجرت ـ وذلك قبل أن أسلم ـ فحلب لى شويهة (٥) كان لا يحلبها لأهله ، فشربتها (٦) فلما أصبحت أسلمت».
قال أبو بصرة : «لقيت أبا هريرة وهو يسير إلى مسجد الطّور ليصلّى فيه ، قال : فقلت له : لو أدركتك قبل أن ترحل ما ارتحلت .. قال : ولم؟
قلت (٧) : إنّى سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلم يقول : «لا تشد الرّحال إلّا إلى ثلاثة مساجد : المسجد الحرام ، والمسجد الأقصى ، ومسجدى هذا».
__________________
(١) فى «ص» : «فتوانوا» وهى بمعناها.
(٢) الحديث رواه النسائى فى سننه فى كتاب المواقيت ج ١ ص ٢٥٩ و ٢٦٠ بشرح جلال الدين السيوطى ، باختلاف يسير فى بعض ألفاظه ... وقوله : «حتى يرى الشاهد» كناية عن غروب الشمس ، لأن بغروبها يظهر الشاهد.
(٣) فى «م» و «ص» : «سمعت» وليس هاهنا سماع ، وما أثبتناه عن المعجم المفهرس لألفاظ الحديث نقلا عن رواية أحمد فى مسنده.
(٤) هكذا فى «ص» ... وفى «م» : «يقول : لمّا ..».
(٥) فى «م» : «شويهية» تصحيف. وشويهة : تصغير «شاة».
(٦) أى : شربت الحلبة.
(٧) فى «م» : «قال».