فصل
ورد فى الحديث المرفوع : «كسر عظم الميت بعد مماته ككسره فى حياته» (١) .. وقال زيد بن أسلم (٢) : كان يمضى فى الزمن الأول أربعمائة سنة وما يسمع بجنازة .. وعن ميمون بن مهران (٣) قال : شهدت جنازة ابن عباس بالطائف ، فلما وضع ليصلّى عليه جاء طائر أبيض حتى وقع على أكفانه ، ثم دخل فيها ، والتمس فلم يوجد ، فلما سوّى عليه التراب سمعنا من نسمع صوته ولا نرى شخصه : (يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ* ارْجِعِي إِلى رَبِّكِ راضِيَةً مَرْضِيَّةً* فَادْخُلِي فِي عِبادِي* وَادْخُلِي جَنَّتِي)(٤).
وقال محمد بن مهران بن مخلد :
كأنّى بإخوانى على حافتى قبرى |
|
يهيلونها فوقى وأدمعهم تجرى |
__________________
(١) هذا الحديث روى عن عائشة ، مرفوعا إلى النبي ، صلّى الله عليه وسلم [وقد أخرجه مالك فى موطّئه فى كتاب الجنائز ، باب ما جاء فى الاختفاء [يعنى نبش القبور] ج ١ ص ٢٣٨ ط الحلبى .. وأخرجه أبو داود فى كتاب الجنائز ، باب فى الحفّار يجد العظم ، هل يتنكّب ذلك المكان؟ ج ٣ ص ٢٠٩ و ٢١٠ ، وأخرجه ابن ماجه فى كتاب الجنائز ، باب النبي عن كسر عظام الميت ج ١ ص ٥١٦].
(٢) هو زيد بن أسلم العدوى ، مولى عبد الله بن عمر بن الخطاب ، فقيه ومفسر من أهل المدينة ، كان مع عمر بن عبد العزيز أيام خلافته ، وكان ثقة ، كثير الحديث ، وكانت له حلقة فى المسجد النبوى ، وله كتاب فى التفسير رواه عنه ولده عبد الرحمن. وكانت وفاته سنة ١٣٦ ه.
[انظر ترجمته فى الأعلام ج ٣ ص ٥٦ و ٥٧ ، وتذكرة الحفّاظ ج ١ ص ١٣٢ و ١٣٣ ، وميزان الاعتدال ج ٢ ص ٩٨ ، وطبقات المفسرين للداودى ج ١ ص ١٨٢ و ١٨٣].
(٣) هو ميمون بن مهران الرّقّى ، أبو أيوب ، ولد سنة ٣٧ ه ، واستوطن الرّقّة (من بلاد الجزيرة الفراتية) فكان عالم الجزيرة وسيدها. واستعمله عمر بن عبد العزيز على خراجها وقضائها ، وكان ثقة فى الحديث ، كثير العبادة ، وكانت وفاته سنة ١١٧ ه.
[انظر ترجمته فى الأعلام ج ٧ ص ٣٤٢ ، وتذكرة الحفاظ ج ١ ص ٩٨ و ٩٩ ، وحلية الأولياء ج ٤ ص ٨٢ ـ ٩٧ ، والمحبر لابن حبيب ص ٤٧٨ ، وفيه : أنه من أشراف المعلمين وفقهائهم ، وهو مؤدب ولد عمر بن عبد العزيز].
(٤) سورة الفجر ـ الآيات من ٢٧ ـ ٣٠.