قبر الفقيه العالم أبى السّمراء الضرير (١) :
ثم تمشى من التربة التى تعرف بمعاذ قليلا ، ثم تنحرف على يدك اليمنى تجد قبرا كبيرا ، هو قبر الفقيه العالم الولىّ أبى السّمراء الضرير ، كان من أجلّ الفقهاء والعلماء ، وكان فقيها ، عالما ، نحويّا ، أصوليّا ، لا يطاق فى علومه ، وكان له قدم صدق مع الله تعالى ، وكان كثير الاجتهاد فى الحفظ ، قيل : إنّه لمّا عمى كان يحفظ تلقينا فى كل يوم ما يزيد على مائة سطر.
وسأل الله تعالى فى ذهاب بصره ، وألّا يردّه عليه إلّا بين يديه ، فاستجاب الله له ذلك ، فلمّا مات رئى فى النوم ، فقيل له : ما فعل الله بك؟ قال : أوقفنى بين يديه وقال : افتح بصرك وانظر ، فقد أعطيتك ما سألت. قال : ففتحت بصرى فرأيت ربى!
قال ابن دحية : وكان السلطان الملك الكامل يأتى إلى قبره ، ويدعو الله تعالى عنده فى قضاء حوائجه ، فيستجاب له ، وقد وقع له (٢) مرارا عديدة (انتهى).
وكان ـ رضى الله عنه ـ شافعىّ المذهب ، يفتى الناس على مذهبهم.
* * *
قبر المرأة الصالحة خيزرانة المكاشفة (٣) :
ثم إذا فرغت من زيارته فاذهب إلى المرأة الصالحة خيزرانة المكاشفة الزاهدة.
__________________
(١) العنوان من عندنا. واسمه فى الكواكب السيارة أبو «السّمرا» الضرير. [انظر المصدر المذكور ص ٣٠٨ و ٣٠٩].
(٢) وقع له : أى استجابة الدعاء .. وفى المصدر السابق : «وقف الكامل عند أبى السمرا وقال : هاهنا يستجاب الدعاء ، وقد دعوت الله هاهنا مرارا فاستجيب لى».
(٣) العنوان من عندنا .. وفى الكواكب السيارة : «خيزران» [انظر المصدر المذكور ص ٣٠٦].