صالحا ، كثير الخير على قدم (١) التجريد ، جاور بمكة زمانا فأحسن المجاورة.
وكان حسن العشرة ، محمود الصّحبة ، ولد سنة ٥٧٦ ه (٢) بالقاهرة ، وتوفى بها سنة ٦٣٢ فى ثانى جمادى الأولى (٣) بقاعة الخطابة بالجامع الأزهر.
وكان (٤) أبو الحسن يقول :
لم يبق صيب مزنة إلّا وقد |
|
وجبت عليه زيارة ابن الفارض |
لا غرو أن يسقى ثراه وقبره |
|
باق ليوم العرض تحت العارض |
وقال سبط ابن الفارض ـ ابن بنته الشيخ على (٥) :
جز بالقرافة تحت ذيل العارض |
|
وقل السّلام عليك يا بن الفارض |
أبرزت فى نظم السّلوك عجائبا |
|
وكشفت عن سرّ مصون غامض |
وشربت من بحر المحبّة والولا |
|
فرويت من بحر محيط فائض |
__________________
شرفها الله تعالى ـ فتركته وطلبتها ، فلم تبرح أمامى حتى دخلتها فى ذلك الوقت ، وجاءنى الفتح حين دخلتها.
وتوفى رضى الله عنه بالقاهرة بالجامع الأزهر ـ بقاعة الخطابة ، وذلك فى جمادى الأولى سنة ٦٣٢ ه ودفن بالقرافة بسفح المقطم عند مجرى السيل تحت المسجد المبارك المعروف بالعارض وقد دفن تحت رجلى شيخه أبى الحسن البقال. وعمر بن الفارض كان معاصرا للموفق بن عثمان مؤلف مرشد الزوار غير أن الأخير توفى قبله ، وما هنا كتب عنه بعد وفاة المؤلف.
[انظر الكواكب السيارة ص ٢٩٧ ـ ٣٠٠ وتحفة الأحباب ص ٤٢١ وانظر ترجمته فى الأعلام ج ٥ ص ٥٥ و ٥٦ ، ووفيات الأعيان ج ٣ ص ٤٥٤ ، والنجوم الزاهرة ج ٦ ص ٢٨٨ ـ ٢٩٠ ، ومعجم المؤلفين ج ٧ ص ٣٠١ ، ٣٠٢ ، ومفتاح السعادة لطاش كبرى زادة ج ١ ص ٢٢٧ و ٢٢٨ ، وشذرات الذهب ج ٥ ص ١٤٩ ـ ١٥٣ ، وحسن المحاضرة ج ١ ص ٥١٨].
(١) فى «م» : «قد» تحريف.
(٢) وقيل : سنة ٥٧٧. انظر تحفة الأحباب ص ٤٢٤.
(٣) فى «م» : «جماد الأول».
(٤) فى «م» : «وقال» مكان «وكان». وأبو الحسن هو أبو الحسن الجزار.
(٥) فى «م» : «وله آخر» ، وما أثبتناه هنا عن ديوان ابن الفارض ص ٢٥.