بولايته على مصر ، فلم يظهر مسلمة (١) ولايته [حتى دفع عقبة غازيا فى البحر ، فأظهر مسلمة ولايته](٢) ، فبلغ ذلك عقبة فقال : ما أنصفنا معاوية ، عزلنا وغزّانا (٣).
ولأهل مصر عنه نحو مائة حديث ، اتفق البخارى ومسلم منها على سبعة أحاديث ، وانفرد البخارى عنه بحديث واحد (٤) ، وانفرد مسلم عنه بتسعة (٥) أحاديث ، وروى عنه من أهل مصر جماعة .. قال عقبة : «سمعت رسول الله ، صلّى الله عليه وسلم ، يقول : الجاهر بالقرآن كالجاهر بالصّدقة ، والمسرّ بالقرآن كالمسرّ بالصّدقة». وقال : «سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلم يقول : لا يدخل الجنّة صاحب مكس» (٦) يعنى العشّار .. وقال عقبة : «سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلم يقول : إنّى راكب غدا إلى يهود ، فلا تبدءوهم بالسّلام ، فإذا سلّموا عليكم فقولوا : وعليكم» .. وروى عقبة عنه ـ عليه السلام : «من توضّأ فأحسن (٧) وضوءه ثم صلّى غير ساه ولا لاه (٨) كفّر عنه ما كان قبلها من سيئاته» .. وروى عنه ـ عليه السلام ـ قال : «تعجّب ربّك من شابّ ليست له صبوة» (٩).
__________________
٤٧ ه ، ثم أضاف إليها المغرب ، فأقام بمصر ، وسيّر الغزاه إلى المغرب فى البر والبحر ، ولمّا توفى معاوية أقرّه يزيد ، فاستمر فى الإمارة إلى أن توفى بالإسكندرية ـ وقيل بالمدينة ـ سنة ٦٢ ه. وهو أول من جعل بنيان المنائر ـ التى هى محل التأذين ـ فى المسجد. [انظر الأعلام ج ٧ ص ٢٢٤ ، وسير أعلام النبلاء ج ٣ ص ٤٢٤ ـ ٤٢٦ ، وأسد الغابة ج ٥ ص ١٧٤ و ١٧٥ ، وجمهرة أنساب العرب ص ٣٦٦ ، وطبقات ابن سعد ج ٧ ص ٥٠٤].
(١) فى «م» : و «ص» : «مسلم» تصحيف.
(٢) ما بين المعقوفتين عن «ص» وسقط من «م» سهوا من الناسخ.
(٣) غزّاه ، وأغزاه : أعدّه وجهّزه للغزو.
(٤) قوله : «وانفرد البخارى ...» عن «م» ولم يرد فى «ص».
(٥) فى «م» : «بتسع» خطأ فى اللغة.
(٦) المكس : الضربية يأخذها المكّاس ممّن يدخل البلد من التجار. والعشّار : هو الذي يأخذ عشر المال مكسا.
(٧) فى «م» : «فأمن» تصحيف.
(٨) فى «م» : «ثم صلّى «علّى» غير ساه ..». وما أثبتناه عن «ص» ، وهو موافق لرواية ابن حنبل لهذا الحديث.
(٩) الصّبوة : الميل إلى اللهو.