وقومه هو أمان الله تعالى أولا. الذي يكفي في الحصول عليه أن يلتزموا بأحكام الدين ، كما أن أمان رسول الله «صلى الله عليه وآله» لا يحتاج إلى أكثر من ذلك .. فهو إذن لم يطلب لنفسه شيئا ، بل ما طلبه يعود نفعه إليهم ..
إرفع رأسك :
وحين كفّر رؤبة (أي وضع إحدى يديه على الأخرى) أمام النبي «صلى الله عليه وآله» وأومأ برأسه ، لم يوافق فعله هذا رضى من رسول الله ، لأنه «صلى الله عليه وآله» يريد أن يكون الإحترام والتعظيم من منطلق الوعي للقيمة الأخلاقية والإنسانية التي تعطي القيمة للإنسان الذي يعيش إنسانيته ، والإرتباط بالله تبارك وتعالى بصدق ، وبإخلاص.
أما إذا كان الإحترام للإنسان ، لأنه غني ، أو قوي أو ذو جاه وشوكة ، وسلطان ، فالإحترام ليس لإنسانيته ، وإنما لماله ، ولقوته ، وخوفا من سلطانه وهيبة لموقعه وجاهه .. وما إلى ذلك ..
كما أنه «صلى الله عليه وآله» يرى أن الخضوع والخشوع ، لا بد أن يكون لله تبارك وتعالى لا لسواه .. وأن الجميع سواسية أمامه سبحانه ، وأن هذه الطاعة له سبحانه تغني عن كل ما عداها .. فكل ما يكون لغيره فلا بد أن ينتهي إليه ، ويكون من خلاله تعالى ، وإلا فهو باطل وزائف ، لأن قطع الصلة بين أي شيء وبين الله تعالى ، سوف يفقده قيمته ، ويسقط معناه ..
اليهودي والصليب :
إنهم يقولون : إن أهل أيلة ، وجربا وأذرح ، وسواها ، كانوا يهودا فما معنى أن يكون على يحنّة صليب من ذهب ، والحال أن النصارى هم الذين