المقصود بأخذه في الإحرام هو التهيؤ له ، بفعل مقدماته ، مثل الغسل المستحب قبله ، وإزالة الشعر ونحو ذلك ..
الأمر بفسخ الحج إلى العمرة :
وقد تقدم : أن أربعة عشر من الصحابة قد رووا عن النبي «صلى الله عليه وآله» أمره بفسخ الحج إلى العمرة ، فحل الناس كلهم إلا النبي «صلى الله عليه وآله» ومن كان معه هدي ، لأنه كان قد ساق الهدي ، فصار حجهم حج قران.
ثم إنه «صلى الله عليه وآله» أخبرهم : أن حج التمتع الذي نزل الأمر به بعد أن ساق النبي «صلى الله عليه وآله» الهدي أفضل من حج القران ، وأنه بعد حجه هذا سوف يختار الأفضل ، وأنه لو كان استقبل من أمره ما استدبر لما ساق الهدي ولجعلها عمرة ..
وقد ادّعى ابن القيم حسبما تقدم : أن النبي «صلى الله عليه وآله» قد خير من لم يكن معه هدي بين حج القران وحج التمتع في سرف ، فلما وصل إلى مكة ألزم من ليس معه هدي بجعلها عمرة ، وأن يحج متمتعا ، ومن معه هدي ألزمه بحج القران في مكة.
وهو كلام غير دقيق .. فإن الذين لم يسوقوا الهدي ، وقد احرموا من الميقات لم يكونوا مخيرين بين القران والتمتع. بل كان فرضهم التمتع حصرا ، ولكن ذلك لم يكن يروق لهم ، بل كانوا يعارضونه أشد المعارضة ، وقد عارضه عمر بن الخطاب في مكة. فأحب «صلى الله عليه وآله» أن يتدرج معهم في إبلاغهم هذا الحكم. فقال لهم أولا : من أحب. ثم لما