أشار إلى الحجر ، وإلى الجهة كلها لتصبح جهة القبلة معلومة للجميع.
وإنما أشار إلى ما يلي الحجر ، حتى لا يدخل في وهم أحد أن للحجر نفسه خصوصية كما هو الحال بالنسبة لعبادة الأصنام .. بل الخصوصية للجهة ، من حيث إنها جهة القبلة ، فيتوجه الناس إليها ، لا إلى الحجر بما هو حجر ..
٣ ـ ما هاهنا يمن :
وقوله «صلى الله عليه وآله» : «ما هاهنا شام ، وما هاهنا يمن». يؤيد ما ذكرناه في موضع سابق من هذا الكتاب ، من أن اليمن يطلق حتى على أهل مكة ، بل وعلى أهل المدينة أيضا.
بل إن هذه العبارة المذكورة هنا تفيد أن كل ما بعد تبوك إلى جهة اليمن ، هو يمن .. وأن كل ما قبل تبوك إلى جهة الشام فهو شام .. فتبوك هي الحد الفاصل بين هاتين المنطقتين ..
واللافت هنا : أنه قد عبر عن ذلك بالاسم الموصول ، وهو كلمة «ما» بالنسبة لليمن والشام على حد سواء ، فدل ذلك على أنه يريد إطلاق كلمة يمن وشام على كل أرض بعد تبوك لتكون يمنا ، وكل أرض قبلها ، فهي شام ..
النبي صلّى الله عليه وآله في تبوك يصلي على ميت في المدينة :
عن معاوية بن أبي سفيان ، وعن أنس قالوا : كنا مع رسول الله «صلى الله عليه وآله» بتبوك ، قال أنس : فطلعت الشمس بضياء وشعاع ونور لم أرها طلعت بمثلهم فيما مضى ، فأتى جبريل رسول الله «صلى الله عليه وآله» ، فقال رسول الله «صلى الله عليه وآله» : «يا جبريل ما لي أرى الشمس اليوم طلعت بضياء وشعاع ونور لم أرها طلعت بمثلهم فيما مضى»؟!