ونقول :
إن هذه الرواية موضع شك كبير ، فلاحظ ما يلي :
ألف : قد ذكرت الرواية الأولى : أن النبي «صلىاللهعليهوآله» أرسل أنس بن مالك إلى الخضر ليطلب منه أن يستغفر له .. فنظر إليه أنس ، فإذا هو الخضر «عليهالسلام» ..
ونحن لا نشك في عدم صحة هذه الرواية :
أولا : إذا كان الخضر «عليهالسلام» قد سمع صوت النبي «صلىاللهعليهوآله» ، وضم لتلك الكلمة أختها ، فلماذا لم يكلمه النبي «صلىاللهعليهوآله» مباشرة ، بل أرسل إليه أنس بن مالك يطلب منه أن يستغفر له ..
ودعوى : أنه أراد أن لا يعرّف الناس أنه «صلىاللهعليهوآله» يطلب الإستغفار .. لا تنفع ، فإنه «صلىاللهعليهوآله» كان يجاهر في مثل هذا الأمر ..
ثانيا : من أين عرف أنس بن مالك أن الذي يكلمه هو الخضر «عليهالسلام» ، فإن أحدا لم يخبره بذلك ، فهل كان قد رآه من قبل؟! ومتى؟ وأين؟!
ثالثا : إن النبي «صلىاللهعليهوآله» معصوم عن الزلل ، لا يحتاج إلى استغفار أحد ..
رابعا : لقد أجابه الخضر «عليهالسلام» بأن الله فضل رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، وفضّل أمته ، ليقنعه بأنه لا يحتاج إلى الإستغفار ، ولا شك في أن هذا كان معلوما لدى رسول الله «صلىاللهعليهوآله» كما كان معلوما لدى الخضر «عليهالسلام» ، فلماذا لم يكتف به عن هذا الطلب الذي تعقبه ذلك الرد؟!
خامسا : لماذا بقي الخضر «عليهالسلام» بعيدا عن النبي «صلى الله عليه