فلو كان أمر الخلافة بيد البشر ، فلماذا يطلبه عامر من رسول الله «صلىاللهعليهوآله»؟!
وقد يقال : لعل عامرا قد توهم أن الأمر في الإسلام يشبه ما عرفه من أمر الجاهلية ، حيث كانت السلطة تنتقل من السابق إلى اللاحق باختيار السابق له ، وجعل الأمر إليه .. ولم يعلم أن الإسلام قد أرجع الأمر إلى الناس وجعله شورى بينهم.
ويجاب : بأنه لو صح لكان يجب على النبي «صلىاللهعليهوآله» أن يرجعه إلى الصواب ، ويعلمه ما جهله ، ويقول له : «إن الأمر ليس لي ، فإن رضوا بك واختاروك ، فلا مانع لدي» ..
ولكنه «صلىاللهعليهوآله» قد آيسه منها وأعلن أنه لا حق له ولا لقومه ، ولو أنه «صلىاللهعليهوآله» اكتفي بالإخبار عن عامر ولم يذكر قومه لأمكن أن يقال : لعله لمعرفته بأنه سوف يموت على الكفر ، ولن يصل إلى شيء ..
ولكنه حين أضاف إليه قومه ، فإن التصريح بحرمانهم كعامر من هذا الأمر يدل على أن الأمر لم يكن بيد رسول الله «صلىاللهعليهوآله» أيضا فضلا عن أن يكون بيد الناس ، وأن الأمر لله تعالى يضعه حيث يشاء ، كما قال «صلىاللهعليهوآله» لبني عامر بن صعصعة حين عرض عليهم دعوته في مكة ، وشرطوا عليه أن يكون لهم من بعده.
غضب ابن الطفيل وتهديده :
ولا يفاجئنا توعد عامر بن الطفيل للنبي «صلىاللهعليهوآله» بأن