لنحبك ومن أنت منه ، وقد أتيناك ، فإن أصبت منا أحدا خطأ فعليك ديته ، وان أصبنا أحدا من أصحابك فعلينا ديته ، إلا رجلا منا قد هرب ، فإن أصبته أو أصابه أحد من أصحابك فليس علينا ولا عليك.
فقال عويمر بن الأخرم : دعوني آخذ عليه.
قالوا : لا ، محمد لا يغدر ، ولا يريد أن يغدر به.
فقال حبيب وربيعة : يا رسول الله ، إن أسيد بن أبي أناس (إياس) هو الذي هرب ، وتبرأنا إليك منه ، وقد نال منك.
فأباح رسول الله «صلىاللهعليهوآله» دمه.
تاريخ هذا الوفد :
لقد كان هذا الوفد قبل الفتح ، إذ قد صرّحت الرواية : بأنه لما بلغ أسيدا أقوال الوفد أتى الطائف فأقام بها ، وبقي فيها إلى أن تم فتح مكة لرسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، وأخبره سارية بما جرى ..
نحن أهل الحرم :
ثم إن من غرائب الأحوال أن يفتخر هؤلاء الناس على رسول الله «صلىاللهعليهوآله» بأنهم أهل الحرم ، وأعز من فيه ، مع معرفتهم التامة بالنبي «صلىاللهعليهوآله» ، وبحسبه ونسبه ، وحتى بصفاته الشخصية ، وبسيرته الذاتية ، كما دلت عليه كلماتهم ، فقد قالوا لعويمر : «محمد لا يغدر ، ولا يريد أن يغدر به» ، فاكتفوا بمعرفتهم هذه عن أخذ العهود والمواثيق عليه.
وكيف لا يعرفونه ، وهم يدّعون أنهم أهل الحرم ، وأعز ساكنيه ، والنبي «صلىاللهعليهوآله» وسائر آبائه هم سادات هذا الحرم الذين لا يجهلهم أحد ..