على النبي «صلىاللهعليهوآله» راغبا في دين الله؟!
في وائل عيبة من الجاهلية :
وعلى كل حال ، فإن وائلا قد أظهر في نفس مقدمه ذاك أنه لا يستحق أي وسام ، وليس جديرا بأي ثناء كما دل عليه سلوكه غير الإنساني مع معاوية ، حيث لم يرض بإردافه ولا بإعطائه نعله ليتقي بها الرمضاء .. وإنما سمح له بأن يمشي في ظل ناقته وحسب ، فلما بلغ النبي «صلىاللهعليهوآله» ذلك قال : «إن فيه لعيبة من عيبة الجاهلية».
ومعاوية وإن كان هو الأسوأ أثرا في الإسلام ، ولكن ذلك لا يبرر هذا التصرف من وائل تجاهه ، وهو ينم عن خلال مقيتة وسيئة فيه .. حيث دل على مدى ما يحمله في داخل نفسه من غطرسة وكبر ، ومن قسوة ، وحب للدنيا ..
وائل بن حجر عدو علي عليهالسلام :
ولكن مهما صدر عن وائل من سيئات مع معاوية وغيره ، فإنه يبقى محبوبا ومنصورا ، وذنبه مغفورا ، وفي جميع أحواله مصيبا ومأجورا. لأنه ـ كما يقولون ـ كان عند علي «عليهالسلام» بالكوفة ، وكان يرى رأي عثمان ، فقال لعلي «عليهالسلام» : إن رأيت أن تأذن لي بالخروج إلى بلادي ، وأصلح مالي هناك ، ثم لا ألبث إلا قليلا إن شاء الله حتى أرجع إليك ، فأذن له علي «عليهالسلام».
فخرج إلى بلاد قومه ، وكان قبلا من أقيالهم ، عظيم الشأن فيهم ، وكان يرى رأي عثمان ، فدخل بسر صنعاء ، فطلبه وائل وكتب إليه ، فأقبل بسر إلى