استطاع اليهود في خيبر ، أو المشركون بزعامة قريش أن يستفيدوا من تلك القبائل المنتشرة حول المدينة ، وفي سائر المناطق في الجهد الحربي بمختلف أنواعه ومستوياته.
وهذه القبيلة ، وإن كانت قد تذرعت بضعفها وبقرب مساكنها لتبرير طلب الموادعة ، ولكن ذلك لا يمنع من أن تمارس دورا خطيرا ـ ولو تجسسيا ـ في ظل هذه الموادعة بالذات ، التي تؤمن لها غطاء كافيا لصرف الأنظار عن وجهة نشاطها وطبيعتها.
من أجل ذلك نقول :
إن رسول الله «صلىاللهعليهوآله» قد عامل هؤلاء الناس بأخلاق النبوة ، حيث ابقاهم بالقرب منه ، ولم يتخذ أي إجراء ضدهم ، يقوم على اساس استغلال ضعفهم ، وخوفهم ، لأنه «صلىاللهعليهوآله» يريد ان يعطيهم فرصة ليعيشوا التأمل في حركة الأحداث ، وفي الرعاية الإلهية لمسيرة أهل الإيمان ، مع إبقاء الوضع القائم مع هذه القبيلة تحت السيطرة ، في الوقت الذي يكون قد حسم أمر عدم مشاركتها العلنية في أي نشاط عسكري ضد المسلمين. خصوصا وأن هذه الموادعة تفتح الطريق ، وتعطيه الحق بإنزال ضربات حاسمة بحقها ، لو أرادت ذلك لأنها تكون قد نقضت عهدا ، ومارست خيانة لعهد هي التي طلبته ، وصنعته بملء اختيارها ، ومن دون أي إكراه ، أو إلجاء.
وفود بني عامر بن صعصعة :
عن ابن عباس ، وسلمة بن الأكوع ، وابن إسحاق قالوا : قدم على