رسول الله «صلىاللهعليهوآله» قد تقدم إلى الناس فيه بشيء ، فقد ذكرت الرواية : أنه «صلىاللهعليهوآله» بيّن لهم صفة من يدخل من الباب ، وأنه من خير ذي يمن ، على وجهه مسحة ملك.
ويمكن أن يعرفوا الداخل بسمات أهل اليمن ، وبسمة الملك المذكورة ، وعهدهم بصدق رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، مضافا إلى إمكان تقدم ذكر أمور أخرى أدلّ وإن لم تنقلها الرواية ، فلما دخلوا نظروا إليه جميعا ، فأحس بأنه قد كان جرى له ذكر بينهم.
جرير لا يستحق هذا الثناء :
قد تضمنت الروايات المتقدمة ثناء على جرير بن عبد الله البجلي ، وأنه «صلىاللهعليهوآله» ألقى إليه كساءه ، وأنه قال : «إذا جاءكم كريم قوم فاكرموه» ، وأنه ذكره بأحسن الذكر ، وأن على وجهه لمسحة ملك ، وأنه خير ذي يمن الخ ..
ونقول :
إن ذلك كله لا يمكن أن يصح ، ونعتقد أنه من مصنوعات جرير لنفسه ، لأنه في أكثره مروي عنه أو عن أعداء أهل البيت «عليهمالسلام» ، وخصوصا أصحاب النزعة الأموية من موظفي معاوية لوضع الأحاديث ، في الحط من علي «عليهالسلام» ، وذم أصحابه وأوليائه ، ورفع شأن مناوئيه ، وإطراء أعدائه ..
والسبب في ذلك : أن جريرا هذا قد فارق عليا «عليهالسلام» ولحق