بل قال الذهبي : « وأخذ باليمن عن ... وببغداد عن : محمّد بن الحسن فقيه العراق ، ولازمه ، وحمل عنه وقر بعير ... » (١).
فإن كان ابن روزبهان جاهلا بمثل هذه الأمور ، فكيف يتكلّم في القضايا العقلية والمسائل العلمية ، وإن كان عالما متعمّدا في تكذيبه للعلّامة ، فالله حسيبه!
ثمّ إنّه عند ما يستدلّ العلّامة برواية من كتب علماء أهل السنّة وينقل عنها الأخبار في مقام الاحتجاج بها ، يضطرّ الفضل إلى الطعن فيهم أو في الكتب أو إلى إنكار كونهم من أهل السنّة ، ليردّ بذلك الحديث الذي استدلّ به العلّامة وأراد إلزام القوم به ، ومن ذلك :
* قوله : « وأحمد بن حنبل قد جمع في مسنده الضعيف والمنكر ، لأنّه مسند لا صحيح ، وهو لا يعرف المسند من الصحيح ولا يفرّق بين الغثّ والسمين » (٢).
أقول :
بل الفضل لا يعرف المسند من الصحيح ، وكأنّه توهّم أنّ من سمّى كتابه ب المسند فلا يكون ملتزما بالصحّة كما التزم البخاري مثلا في كتابه الموسوم ب الصحيح ، والحال أنّ جماعة من كبار أئمّة أهل السنّة كالحافظ
__________________
(١) سير أعلام النبلاء ١٠ / ٧ رقم ١.
(٢) دلائل الصدق ٢ / ٣٥١.