فقالوا من يذهب بها إليه؟ فقال عمّار : أنا. فذهب بها إليه ، فلمّا قرأها قال : أرغم الله أنفك. قال : وأنف أبي بكر وعمر. قال : فقام إليه فوطئه حتّى غشي عليه. ثمّ ندم عثمان وبعث إليه طلحة والزبير يقولان له : اختر إحدى ثلاث ، إمّا أن تعفو ، وإمّا أن تأخذ الأرش ، وإمّا أن تقتصّ. فقال : والله لا قبلت واحدة منها حتّى ألقى الله. قال أبو بكر : فذكرت هذا الحديث للحسن بن صالح ، فقال : ما كان على عثمان أكثر ممّا صنع » (١).
وفي الاستيعاب : « فاجتمعت بنو مخزوم وقالوا : والله لئن مات لا قتلنا به أحدا غير عثمان » (٢).
وروى الطبري وابن الأثير ـ في خبر ـ : قال مسروق بن الأجدع لعمّار : « يا أبا اليقظان ، على ما قلتم عثمان؟! قال : على شتم أعراضنا وضرب أبشارنا. فقال : والله ما عاقبتم بمثل ما عوقبتم به ، ولئن صبرتم لكان خيرا للصابرين » (٣).
وحتّى أئمّة اللغة أوردوا القصّة ، ففي مادّة « صبر » ما نصّه عن ابن الأثير وابن منظور والزبيدي : « وفي حديث عمّار حين ضربه عثمان ، فلمّا عوتب في ضربه إيّاه قال : هذه يدي لعمّار فليصطبر. معناه : فليقتصّ » (٤).
وقال الفضل : « أمّا سبّ أمير المؤمنين ـ نعوذ بالله من هذا ـ فلم يثبت
__________________
(١) العقد الفريد ٣ / ٣٠٨.
(٢) الاستيعاب ٣ / ١١٣٦ رقم ١٨٦٣.
(٣) تاريخ الطبري ٣ / ٢٦ ، الكامل في التاريخ ٣ / ١١٩.
(٤) النهاية في غريب الحديث والأثر ٣ / ٨ ، لسان العرب ٧ / ٢٧٧ ، تاج العروس ٧ / ٧٥.