الفضل بن روزبهان (١)
هو أبو الخير فضل الله بن روزبهان ـ القاضي بأصبهان ـ بن فضل الله الأمين بن أمين الدين ، الخنجي الأصل ، الأصبهاني الشيرازي الشافعي الصوفي ، الشهير ب : خواجه مولانا ـ أو : خواجه ملّا ـ ، مؤرّخ ، مشارك في بعض العلوم.
ذكره السخاوي في الضوء اللامع فقال : « لازم جماعة كعميد الدين الشيرازي ، وتسلّك بالجمال الأردستاني وتجرّد معه ، وتقدّم في فنون من عربية ومعان وأصلين وغيرها ، مع حسن سلوك وتوجّه وتقشّف ولطف عشرة وانطراح (٢) وذوق وتقنّع.
قدم القاهرة فتوفّيت أمّه بها ، وزار بيت المقدس ، والخليل ، ومات شيخه الجمال ببيت المقدس فشهد دفنه ، وسافر إلى المدينة النبويّة فجاور بها أشهرا من سنة سبع وثمانين ، ولقيني بها فسرّ بعد أن تكدّر حين لم يجدني بالقاهرة ، مع إنّه حسن له الاجتماع بالخيضري فما انشرح به ، وقرأ عليّ البخاري بالروضة ، وسمع دروسا في الاصطلاح ، واغتبط بذلك كلّه ، وكان يبالغ في المدح بحيث عمل قصيدة بديعة يوم ختمه أنشدت
__________________
(١) انظر تفصيل ترجمته في : الضوء اللامع ٦ / ١٧١ رقم ٥٨٠ ، هديّة العارفين ٥ / ٨٢٠ ، معجم المؤلّفين ٢ / ٦٢٣ رقم ١٠٨٢٩ ، مقدّمة « إحقاق الحقّ ».
(٢) الانطراح : أراد به هنا الانبساط مع الإخوان ورفع الكلفة ودماثة الخلق ، مأخوذ من الانطراح على الوسادة ؛ والأولى لغة أن يعبّر ب « الانشراح ».