وقال العلّامة الحلّي بتعريف الإمامة : « الإمامة رئاسة عامّة في أمور الدين والدنيا لشخص من الأشخاص نيابة عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم » (١).
فقال الفاضل المقداد السيوري (٢) بشرحه :
« الإمامة رئاسة عامّة في أمور الدين والدنيا لشخص إنساني.
فالرئاسة جنس قريب ، والجنس البعيد هو النسبة ، وكونها عامّة فصل يفصلها عن ولاية القضاة والنوّاب. و ( في أمور الدين والدنيا ) بيان لمتعلّقها ، فإنّها كما تكون في الدين فكذا في الدنيا.
وكونها لشخص إنساني ، فيه إشارة إلى أمرين :
أحدهما : إنّ مستحقّها يكون شخصا معيّنا معهودا من الله تعالى ورسوله ، لا أيّ شخص اتّفق.
وثانيهما : إنّه لا يجوز أن يكون مستحقّها أكثر من واحد في عصر واحد.
__________________
(١) الباب الحادي عشر : ٨٢.
(٢) هو : شرف الدين أبو عبد الله مقداد بن عبد الله بن محمّد بن الحسين بن محمّد السيوري الحلّي الأسدي ، كان عالما فاضلا متكلّما محقّقا مدقّقا ، من تلامذة الشهيد الأوّل الشيخ محمّد بن مكّي العاملي ، له تصانيف ، منها : شرح نهج المسترشدين في أصول الدين ، كنز العرفان في فقه القرآن ، شرح مبادئ الأصول ، تجويد البراعة في شرح تجريد البلاغة ، النافع يوم الحشر في شرح الباب الحادي عشر.
توفّي بالنجف الأشرف في ٢٦ جمادى الآخرة سنة ٨٢٦.
انظر : أمل الآمل ٢ / ٣٢٥ رقم ١٠٠٢ ، طبقات أعلام الشيعة / القرنين التاسع والعاشر ٤ / ١٣٨ ، الذريعة ٢٤ / ١٨ رقم ٩٤ ، معجم المؤلّفين ٣ / ٩٠٦ رقم ١٧٢٠٠ ، الأعلام ٧ / ٢٨٢.