« هذا رواية الثقات ، ذكره الطبري في تاريخه بهذه الصورة ، وذكره البخاري في تاريخه ، وابن الجوزي ، وابن خلّكان ، وابن كثير ، وسائر المحدّثين ، وأرباب التاريخ في كتبهم » ..
قال : « وعلى هذا الوجه هل يلزم طعن؟! » (١).
فقال الشيخ المظفّر في الجواب : « قبح الكذب عقلي وشرعي ، ولا سيّما في مقام تحقيق المذهب الحقّ الذي يسأل الله العبد عنه ، وأقبح منه عدم المبالاة به وعدم الحياء ممّن يطّلع عليه.
أنت ترى هذا الرجل يفتعل قصّة وينسبها إلى كتب معروفة ، وما رأيناه منها خال عن أكثر هذه القصّة ، كتاريخ الطبري ووفيات الأعيان ...
ولنذكر ما في تاريخ الطبري ووفيات الأعيان لتعلم كذبه في ما نسبه إليهما ، ونستدلّ به على كذبه في ما نسبه إلى غيرهما ... » (٢).
* وقال الفضل ـ في الدفاع عن عثمان في إيوائه الحكم بن أبي العاص وأهله ـ:
« روى أرباب الصحاح أنّ عثمان لمّا قيل له : لم أدخلت الحكم بن أبي العاص؟! قال : استأذنت رسول الله في إدخاله فأذن لي ، وذكرت ذلك لأبي بكر وعمر فلم يصدّقاني ، فلمّا صرت واليا عملت بعلمي في إعادتهم إلى المدينة. وهذا مذكور في الصحاح ، وإنكار هذا النقل من قاضي القضاة إنكار باطل لا يوافقه نقل الصحاح ... » (٣).
__________________
(١) دلائل الصدق ٣ / ١٤٩.
(٢) دلائل الصدق ٣ / ١٤٩ ـ ١٥٠.
(٣) دلائل الصدق ٣ / ٢٥٨.