والذي يلاحظ أنّ المنذري اعتمد تاريخ ابن الدبيثي ولم ينقل من تاريخ محب الدين ابن النجار البغدادي المتوفى سنة ٦٤٣ بالرغم من الصّداقة التي كانت تربطه به (١).
وممن نقل عنه كثيرا كمال الدين ابن الشّعّار الموصلي في كتابه «عقود الجمان في شعراء هذا الزمان» ، ومؤرخ العراق تاج الدين أبو طالب علي بن أنجب المعروف بابن الساعي البغدادي المتوفى سنة ٦٧٤ (٢) ، وشمس الدين ابن خلّكان في «وفيات الأعيان» (٣) وكمال الدين عبد الرزاق ابن الفوطي الشيباني المتوفى سنة ٧٢٣ ه في «تلخيص مجمع الآداب» (٤). وسلخ زين الدين ابن رجب الحنبلي المتوفى سنة ٧٩٥ ه جميع الحنابلة ووضعهم في كتابه الذي ذيّل به على أبي يعلى ابن الفرّاء ، ولم يترك ترجمة واحدة من غير إشارة إليه. وكذلك سلخ ابن قاضي شهبة جميع اللغويين والنّحاة وذكرهم في كتابه «طبقات النحاة واللغويين» ... إلخ.
وهكذا فإننا لا نجد كتابا له أدنى قيمة تاريخية تناول علماء مدينة السلام بغداد في هذه الفترة ولم ينقل من تاريخ ابن الدّبيثي ، فهو من التواريخ الأصيلة المجمع على صحتها والوثوق به.
__________________
(١) انظر التفاصيل في كتابنا «المنذري وكتابه التكملة» ص ٢٧٤ ـ ٢٧٧.
(٢) انظر مثلا : الجامع المختصر ٩ / ٧ ، ١٢ ، ١٣ ، ٢٩ ، ٣١ ، ٣٢ ، ٣٣ ، ٥٧ ، ٦١ ، ٧٠ ، ٧١ ، ١٠٧ ، ١٣١ ، ١٣٤ ، ١٨٠ ، ٢١٠ ، ٢٤٦ ، ٢٤٩ ، ٢٥٤ ، ٢٧٦ ، ٢٩٠ ، ٢٩٢ ، ٢٩٣ ، ٢٩٥ ، ٢٩٨ ... إلخ.
(٣) راجع مثلا ١ / ٣٧ و ٢ / ١١٤ و ٣ / ١٢٥ و ٤ / ٢٤٨ ، ٢٥٥ و ٥ / ١٨ و ٦ / ١٢٢ ، ٢٣٠ ، ٢٤٦ ، ٢٤٩ و ٧ / ٣٥ ، ٣٦ ، ٣٣١.
(٤) انظر مثلا الجزء الرابع القسم الأول والثاني في الفهرس ص ١٥٩ ـ ١٦٠ فقد ورد ذكره بكثرة كاثرة.