تفقه على مذهب أبي عبد الله أحمد بن حنبل. وسمع أبا منصور محمد بن أحمد بن عليّ الخيّاط المقرىء ، وروى عنه سمع منه أبو الفضل أحمد بن صالح ابن شافع في سنة اثنتين وأربعين وخمس مئة فيما ذكر القاضي عمر القرشي.
وقد ذكر تاج الإسلام ابن السمعاني في كتابه أحمد بن عبد الباقي ابن التّبّان أبا بكر ، وذكرنا نحن على ما وقع إلينا.
٢٨٦ ـ محمد (١) بن عبد الباقي بن عبد العزيز ، وقيل : محمد بن محمد ابن عبد العزيز الشّهرياريّ ، أبو الفتح يعرف بابن الدّاريج.
والدّاريج : هو الحافظ للغلات إذا حملت من بلد إلى بلد في اصطلاح أهل العراق.
كان أبو الفتح أولا أحد حجّاب الدّيوان العزيز ثم صار حاجب الحجّاب ، وتولّى ديوان العرض المعمور ، فكان على ذلك إلى أن عزل أبو الفتح صدقة بن محمد بن صدقة عن نيابة الوزارة في يوم الثلاثاء ثالث عشري شهر ربيع الآخر من سنة ثمانين وخمس مئة فولّي ابن الدّاريج المذكور نيابة الوزارة ، فركب إلى الدّيوان ـ مجّده الله ـ وجلس حيث يجلس النّواب وأنفذ المراسيم الشّريفة. وكان على ذلك إلى أن عزل يوم الخميس ثاني عشري شوّال سنة ثلاث وثمانين وخمس مئة ، فلزم بيته من غير استخدام إلى أن توفي في جمادى الآخرة من سنة ست وثمانين وخمس مئة. وكان خيّرا.
__________________
(١) ترجمه الذهبي في وفيات سنة ٥٨٦ من تاريخ الإسلام ١٢ / ٨٢٣. وبنو الدّاريج من بيوتات بغداد المشهورة ، وقد ذكر ابن الدبيثي منهم أيضا أبا الثناء محمود بن المبارك بن الحسين المؤدب المعروف بابن الداريج المولود سنة ٥١٩ والمتوفى سنة ٥٩٦ (المختصر المحتاج إليه ٣ / ١٨٥). وذكر ابن الفوطي من بيت الداريج عز الدين أبا الفتح مسعود بن هبة الله بن الحسين الكاتب ، لكنه لم يذكر له ترجمة (ج ٤ الترجمة ٥٠٣) وقيد المنذري الداريج بالحروف فقال : «بفتح الدال المهملة وبعد الألف الساكنة راء مهملة مكسورة وياء آخر الحروف ساكنة وجيم» (التكملة ١ / الترجمة ٥١٩).