من أهل الدّور بدجيل ، دجيل بغداد ، ونزل درب القيّار ، وحفظ القرآن العزيز ، وقرأ بالقراءات الكثيرة على جماعة منهم : بدل بن أبي طاهر الجيلي ، ويعقوب بن يوسف الحربي ، وشيخنا أبو الفتح نصر الله بن علي ابن الكيّال الواسطي. وسمع شيئا من الحديث ، وخالط أهل العلم.
سمعت منه حكايتين إحداهما عن أبي الفتح ابن المنّي ، والأخرى عن محمد بن قائد الأواني يأتي ذكرهما في ترجمة هذين الرّجلين إن شاء الله.
توفي محمد بن أحمد الدّوري ، في منحدره من الموصل قبل وصوله بغداد بقريب ، في جمادي الأولى سنة إحدى عشرة وست مئة ، وحمل إلى مقبرة باب حرب فدفن بها ، رحمة الله عليه.
٥٦ ـ محمد (١) بن أحمد بن عليّ ، أبو البدر بن أبي العباس المعروف بابن أمسينا.
أصله من الجامدة (٢) إحدى قرى البطائح ، وأبو البدر هذا ولد بها (٣) ، ودخل واسطا صبيا ونشأ بها ، وخدم في الأشغال الدّيوانية ، وتولّى أشغال الأمراء ، وترقّت به الحال إلى أن ولّي ديوان الزّمام المعمور يوم الخميس سادس ذي القعدة من سنة أربع وتسعين وخمس مئة ، ولّاه ذلك شرف الدين أبو القاسم الحسن بن نصر بن الناقد صاحب المخزن المعمور المتولّي لأمور الديوان العزيز ، مجده الله ، في ذلك الوقت ، وخلع عليه بداره فكان على ذلك إلى أن عزل ناصر بن مهدي عن الوزارة في ليلة الأحد ثاني عشر من جمادي الآخرة من
__________________
(١) ترجمه ابن الفوطي في الملقبين بفخر الدين من التلخيص ٤ / الترجمة ٢٣٢٣ ونقل من كتاب «وزراء الزوراء» لجمال الدين أبي الفضل أحمد بن مهنا العبيدلي. وترجمه الصفدي في الوافي ٢ / ١٠٩. وله أخبار في الجامع المختصر لابن الساعي والكامل لابن الأثير في تواريخ وظائفه.
(٢) ياقوت : معجم البلدان ٢ / ٩٥.
(٣) كان مولده سنة ٥٤٩ ه كما ذكر ابن الفوطي والصفدي.