ابن الدّبيثي وأدخلهم في كتابه «التكملة لوفيات النقلة» (١) ولم يشر إلى ذلك أية إشارة ، على عادته في عدم الإشارة إلى المصادر التي يستقي منها معلوماته ، وعرفنا ذلك من المقارنة والمطابقة بين المعلومات الموجودة في التاريخ المذكور و «التكملة لوفيات النقلة» وهذه بعض الأدلة التي دفعتنا إلى هذه المقالة :
١ ـ تطابق المعلومات بين الكتابين لدرجة أن تابع المنذريّ ابن الدّبيثي في كثير من المواضع التي انفرد بها ، وهو أمر واضح لمن يراجع غالبية تراجم البغداديين في «التكملة» ، مثال ذلك انفراد ابن الدبيثي في ذكر وفاة أبي العباس أحمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن ينال الأصبهاني المعروف بالتّرك ، فقد ذكر أنّ وفاته سنة ٥٨٦ ه ولم يعين اليوم والشهر وتابعه في ذلك المنذري ثم قال في آخر ترجمته : «وقيل : كانت وفاته في يوم الأربعاء السابع من شعبان سنة خمس وثمانين وخمس مئة» في حين أن جميع من ترجم له ذكر وفاته في اليوم والشهر المذكور من سنة ٥٨٥ ه (٢).
٢ ـ نقل المنذريّ آراء ابن الدبيثي وأقواله فيى المترجمين في بعض التّراجم التي ذكرها وأورد هذه الآراء بنصها غير منسوبة إلى ابن الدبيثي.
٣ ـ كان المنذري يمتلك نسخة من تاريخ ابن الدبيثي وقد وقفنا على المجلد الأول والمجلد الثاني منها وعليهما خطه وله على الكتاب بعض تعليقات مفيدة.
٤ ـ اتبع المنذري أسلوب ابن الدّبيثي في إيجاز التّراجم وتجنب الإطناب فيها ، كما ذكر أسماء الشيوخ بتفصيل أكثر.
__________________
(١) حققته في ثمانية مجلدات سنة ١٩٦٧ م ونشرت عنه دراسة سنة ١٩٦٨ م في قرابة أربع مئة صفحة وقد ساعدت جامعة بغداد على نشره. ثم أعادت نشره مؤسسة الرسالة في بيروت في أربع مجلدات ضخمة ، وطبع أكثر من مرة.
(٢) التكملة ١ / الترجمة ١٢٧ وتعليقنا عليها.