ويعنى بجمع ذلك وضبطه» (١) وكان صديقا لابن الدبيثي وقد سمع ابن الدبيثي بإفادته (٢) ، ونقل عنه كثيرا من أخبار المترجمين ، وكان يقول مثلا : «قرأت بخط تميم بن أحمد ابن البندنيجي» أو نحو ذلك. ومثل هذا كثير في تاريخ ابن الدبيثي وغيره من التواريخ المعاصرة.
أهمية تاريخ ابن الدبيثي :
ـ ١ ـ
احتوى تاريخ ابن الدبيثي على عدد ضخم من رجالات بغداد من الخلفاء ، والملوك ، والوزراء ، وأرباب المناصب ، والقضاة ، ونوابهم ، والنقباء ، والعدول ، والمحامين ، والفقهاء من مذاهب شتى ، والمحدثين ، والأدباء ، والشعراء ، والأطباء ، والصيادلة ، والرياضيين ، والفلكيين ، والكتاب ، ممن عاش ببغداد ، أو قدم إليها وروى بها ، أو سمع بها وروى بغيرها ، أو أية علاقة له كائنة ما كانت ، ممن توفوا بين سنة ٥٦٢ ه وسنة ٦٢١ ه وأناس قبلهم مما استدركه على السمعاني أو آخرين تأخرت وفياتهم عن سنة ٦٢١ ه وتوسع في ذلك بحيث لا نجد كتابا من بابته حوى هذا العدد العديد وشمل ذاك الشمول الفريد.
ـ ٢ ـ
ولعل من أعظم العوامل التي تعلي قيمة هذا الكتاب النفيس وتغليها أنّ مؤلّفه من أعلام الفكر العربي الإسلامي ، وصف بالصّدق والأمانة والستر والديانة ، وقد كتب عن عصره الذي شاهده وعاشه واتصل به عن قرب ، وهذا أمر جعل لهذا التاريخ مزية يمتاز بها على جميع التواريخ التي أرخت لبغداد أو العراق في ذلك الوقت.
__________________
(١) تاريخ ابن الدبيثي ٣ / الترجمة ١١٢٤.
(٢) نفسه.