الفصل الثاني
تاريخ ابن الدبيثي
منهجه وموارده وأهميته
عنوان الكتاب :
من المعلوم أن تاريخ ابن الدبيثي هو «ذيل» على «ذيل تاريخ مدينة السلام» لأبي سعد السّمعاني. وعلى هذا الأساس كان يجب أن يكون عنوان الكتاب حتى ينطبق على فحواه ونطاقه : «ذيل ذيل تاريخ مدينة السلام». على أنّ الذي جاء في أقدم النّسخ التي كتبت في حياة مؤلف الكتاب هو «ذيل تاريخ مدينة السلام» ويصح هذا العنوان تجوزا ، وهو الذي اشتهر عند المؤرخين من بعده فأبقيناه عنوانا للكتاب مع احتفاظنا بما ذكرنا أولا. ومثل هذا يحدث كثيرا في عناوين الكتب ابتعادا عن الثقل حينا وعن الإطالة أحيانا ، فهم يقولون مثلا : «تاريخ ابن الدبيثي» أو «قال ابن الدبيثي في تاريخه» كما يقولون «قال ابن النجار في تاريخه» مع أن اسم تاريخ ابن النجار معروف لديهم وهو «التّاريخ المجدد لمدينة السلام».
منهجه :
وأود أن أشير هنا إلى خطة ابن الدّبيثي ومنهجه في الكتاب على غاية من الإيجاز ؛ ليكون القارئ على علم بترتيب هذا الكتاب ونطاقه فأقول :
١ ـ ترجم تاريخ ابن الدبيثي لمن كان بمدينة السلام بغداد من الخلفاء وولاة عهودهم ، والوزراء ، وأرباب الولايات ، والنّقباء ، والقضاة ، والعدول ، والخطباء ، والفقهاء ، ورواة الحديث ، والقرّاء ، وأهل الفضل والأدب ، والشّعراء ، والصّوفية ، والأطباء ، والصيادلة ، ومن قدمها من أهل العلم والرواية وسمع بها أو حدث بها أو بغيرها.
٢ ـ سار ابن الدبيثي على خطة أبي سعد ابن السمعاني ، ومن قبله الخطيب البغدادي ، في نطاق التراجم ونوعيتها. ولما كان كتابه هذا «ذيلا» على كتاب أبي