المخطوطات ضيرا من تغيير عدد مجلدات الكتاب بحسب ما يرونه مناسبا.
وقد أتى الزمان على هذا السّفر النفيس فلم يصل إلينا اليوم منه غير مجلدين هما : المجلد العاشر المحفوظ في دار الكتب الظاهرية بدمشق برقم (٤٢ تاريخ) ، والمجلد الحادي عشر المحفوظ في المكتبة الوطنية بباريس برقم (٢١٣١ عربيات) ، وهما من نسخة واحدة تتكون من خمسة عشر مجلدا ، نسخت سنة ٧٤٨ ه من النسخة التي كانت في ثلاثين مجلدا ، فجعل كل مجلدين في مجلد ، كما نص عليه الناسخ في آخر مجلد الظاهرية حيث ذكر أنه آخر المجلد العشرين من الأصل. كما توجد قطعة في تسع وعشرين ورقة محفوظة في مكتبة برنستن (رقم ٣٥١٨ ـ يهودا) لم أطلع عليها ، وأما المجلدان اللذان في الظاهرية وباريس فعندي نسخة مصورة منهما.
وقد طبع الهنود مجلد الظاهرية في ثلاثة أجزاء سنة ١٩٧٨ ـ ١٩٨٢ م ، ثم مجلد باريس في مجلدين ، بدائرة المعارف العثمانية طبعة رديئة جدا مليئة بالتصحيف والتحريف والسقط ، وأعيد تصويره ببيروت فألحق بالطبعة القديمة من تاريخ الخطيب.
وبقي من الكتاب انتقاء قام به الحافظ شهاب الدين أحمد بن أيبك الحسامي الدّمياطي المتوفى سنة ٧٤٩ ه سماه «المستفاد من ذيل تاريخ بغداد» ، وهو في مجيليد ، حققه بإشرافي تلميذي الفاضل محمد مولود خلف ونال به رتبة الدبلوم العالي في تحقيق المخطوطات من الجامعة المستنصرية ، ونشرته مؤسسة الرسالة ببيروت سنة ١٩٨٦ م.
ونقل الذهبي من تاريخ تاج الدين ابن الساعي ، تلميذ ابن النجار ، أن ابن النجار ألف كتابا سماه «المستدرك على تاريخ الخطيب» (١). ونحن نعلم أن «ذيل تاريخ بغداد» وهو «التاريخ المجدد لمدينة السلام» يتضمن ما استدركه ابن
__________________
(١) تاريخ الإسلام ١٤ / ٤٨٠.