ويسحبون على وجوههم
إلى النار وقد خبت حواسّهم (
وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَىٰ وُجُوهِهِمْ عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمًّا )
.
٥
ـ المحكمة الإلهية
: قال تعالى : ( وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ
وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ * وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَا يَفْعَلُونَ )
تلك هي المحكمة الإلهية التي لا تشبه محاكم الدنيا في شيء ، لأنّ قاضيها يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور ، وشهودها الأنبياء والمرسلون ، وأعضاء المتهم ، وأعماله التي تتجسّد أمامه ، وصحائف الأعمال التي لا تغادر صغيرة ولا كبيرة إلّا أحصتها ، فأنّى للمتّهم الإنكار والأعمال محضرة ، والصحف منشورة ، والشهود قائمة ، والجوارح ناطقة ؟ !
وفيما يلي نذكر بعض
ما يتعلق بفصل القضاء في تلك المحكمة من السؤال والحساب والشهود ، وهي كما يلي :
أولاً
: السؤال : وهو واقع على جميع الخلق لقوله تعالى :
( فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ )
وقوله تعالى : (
فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ )
يعني عن الدين ، وأمّا الذنب فلا يُسأل عنه إلّا من يُحاسب ، وكل محاسب فهو معذّب ولو بطول الوقوف .
__________________________