شغل ، ووضع عنه كلّ ثقل ، وإن كان عدوّاً لله فُتِحت له أبواب النار ، وشرعت له طرقها ، ونظر إلى ما أعدّ الله له فيها ، فاستقبل كل مكروه ، وترك كلّ سرور ، كلّ هذا يكون عند الموت ، وعنده يكون اليقين » (١) .
ب ـ تجسّد المال والولد والعمل : عن أمير المؤمنين عليهالسلام قال : « إنّ العبد إذا كان في آخر يومٍ من الدنيا ، وأول يومٍ من الآخرة ، مُثّل له ماله وولده وعمله ، فيلتفت إلى ماله ويقول : والله إني كنت عليك حريصاً شحيحاً ، فما لي عندك ؟ فيقول : خُذ منّي كفنك . قال : فيلتفت إلى ولده ، فيقول : والله إنّي كنت لكم محبّاً ، وإنّي كنت عليكم محامياً ، فماذا لي عندكم ؟ فيقولون : نؤديك إلى حفرتك ونواريك فيها . فيلتفت إلى عمله فيقول : والله إنك كنت عليّ لثقيلاً ، وإنّي كنت فيك لزاهداً ، فماذا عندك ؟ فيقول : أنا قرينك في قبرك ، ويوم نشرك حتى اُعرض أنا وأنت على ربك » (٢) .
ج ـ معاينة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم والأئمة عليهمالسلام : قال الشيخ المفيد رحمهالله : هذا باب قد أجمع عليه أهل الإمامة ، وتواتر الخبر به عن الصادقين من الأئمة عليهالسلام (٣) وجاء عن أمير المؤمنين عليهالسلام أنّه قال للحارث الهمداني رحمهالله :
يا حارِ همدان من يمُت يرني |
|
من مؤمنٍ أو منافقٍ قبلا |
يعرفني طرفه وأعرفه |
|
بعينه واسمه وما فعلا |
__________________________
١) الأمالي / المفيد : ٢٦٣ ـ ٢٦٤ .
٢) من لا يحضره الفقيه / الصدوق ١ : ٨٢ ـ ٨٣ / ٣٧٣ ، الكافي / الكليني ٣ : ٢٣١ / ١ هذا بحسب هذه الرواية وأمثالها وهنا مباحث في الكتب المطوّلة لا نتعرّض لها .
٣) راجع الأخبار في : الكافي / الكليني ٣ : ١٢٨ ـ ١٣٥ ـ باب ما يعاين المؤمن والكافر ، بحار الأنوار / المجلسي ٦ : ١٧٣ ـ ٢٠٢ باب ( ٧ ) .