منازل المعاد
في سلّم حركة الإنسان من لدن موته حتىٰ لقائه ببارئه ، يرتقي عدة مرتقيات صعبة ، ويمرّ في عقبات مهولة ، تبلغ من الشدّة والفظاعة بحيث لو قيست بالموت مع شدّة غمراته ، لكان إزاءها أمراً هيّناً يسيراً .
قال الإمام الصادق عليهالسلام : « إنّ بين الدنيا والآخرة ألف عقبةٍ ، أهونها وأيسرها الموت » (١) .
وفيما يلي نبيّن بايجاز المنازل التي يقطعها الانسان في طريقه إلى المعاد ضمن خمسة مباحث :
الموت هو أول منازل الطريق إلى المعاد ، وأول مشاهد النشأة الآخرة ، قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « الموت القيامة ، إذا مات أحدكم فقد قامت قيامته ، يرى ما له من خيرٍ وشرّ » (٢) . وقال أمير المؤمنين عليهالسلام : « الموت باب الآخرة » (٣) .
ويراد به قبض الروح وقطع تعلّقها بالبدن ، أو الانتقال من نشأة الحياة الدنيا إلى نشأة الحياة الآخرة ، وهو من فعل الله تعالى ، قال تعالى :
__________________________
١) من لا يحضره الفقيه / الصدوق ١ : ٨٠ / ٣٦٢ ـ دار الكتب الإسلامية ـ طهران .
٢) كنز العمال / المتقي الهندي ١٥ : ٥٤٨ / ٤٢١٢٣ .
٣) غرر الحكم / الآمدي ١ : ٢٣ / ٣٧١ .